اعتبر محمد مصطفى، الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى، دعوات طهران للتظاهر ضد المملكة العربية السعودية اليوم، الجمعة، تزامناً مع الذكرى السنوية لحادث منى، عربون تقدمه طهران لأمريكا من أجل تمزيق الدول العربية.
وقال "مصطفى"، فى تصريحات لـ"انفراد"، "لا يمكن فهم التصعيد الإيرانى على المملكة العربية السعودية بمعزل عما يحدث حولنا فى المنطقة منذ سقوط حكم الإخوان المتأسلمين فى مصر، والذى يُعد فى التاريخ الحديث الزلزال المروع الذى أطاح بأحلام أمريكا وحلفائها الغربيين، إذ كانوا يعولون على إخضاع المنطقة عبر إنهاكها فى صراعات داخلية بحكم الإخوان لأكبر دولة عربية مصر، على اعتبار أن الإخوان أقوى سلاح لأمريكا فى لعبة الحروب الدينية من هنا، تساقطت أوراق اللعب من الأمريكى ورقة بعد أخرى، وحدث الهرج والمرج وتبدلت الأمور بظهور الدور الروسى فى المنطقة، وما كان ممسوكا أمريكيا خرج عن نطاق السيطرة".
وأضاف "مصطفى"، لم يعد لأمريكا من ذراع قوية تلعب بها وتبتز حلفاء الأمس سوى إيران، وقد تحسبت المملكة لهذا التطور الذى ستأخذ فيه العلاقات الإيرانية الأمريكية هذا التقارب المعلن، كما حدث بينهما فى احتلال العراق، إذ فوجئ الكثيرون بأن إيران وأمريكا حلفاء السر صارا حلفاء العلن.
وتابع الباحث فى الشئون الإيرانية، "نعم توترت العلاقات بين أمريكا والسعودية إثر وصول الاتفاق النووى بين طهران والقوى الكبرى بقيادة أمريكا إلى تفاهم يغض الطرف عن إيران، ويفتح صفحة جديدة فى علاقة إيران بأمريكا والاتحاد الأوروبى، الأمر الذى أقلق الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة السعودية، فيأتى رد المملكة فى تلك الخطوة المهمة تجاه روسيا والتى التقطها الرئيس الروسى فلاديمر بوتين فى التقارب السعودى الروسى وكان آخر تلك التطورات إبرام 6 اتفاقيات بين روسيا والسعودية، فضلا استكمال صفقة أسلحة مع مصر بتمويل سعودى .. واستشاطت أمريكا غضبًا وبدأت تلعب بآخر ورقة لها فى المنطقة بعد خسارتها ورقة الأخوان، إنها الورقة الطائفية الإيرانية،".
وأضاف "مصطفى"، "ما تفعله إيران هو قربان وعربون المودة الذى تقدمه لأمريكا لطيها صفحات الملف النووى، وقد أدركت السعودية الآن تبدل المواقف من حليفها القديم واشنطن بعد هذا التقارب الإيرانى الأمريكى على حساب حلفاء الأمس الخليجيين، فليست القصة قصة حجاج منعتهم طهران من موسم الحج، ولا هى قصة دعوات تدويل لإدارة الحرمين الشريفين لتخويف السعودية، بل هى قصة تحذير للسعودية وللخليجيين بألا تقتربوا من هذا التحالف الجديد الذى يلتئم فى المنطقة مع الروس والصين ومصر للحيلولة دون تسلط الدور الأمريكى على مقدرات المنطقة ومصيرها".
ووفقا لوكالة فارس الإيرانية فإن التظاهرات العامة التى ستنطلق الجمعة تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحادث منى، وكذلك للتنديد بمحاكمة الشيخ الشيعى فى البحرين عيسى قاسم.