يزداد الأمر تعقيداً يوماً بعد يوم فى سوريا، فبعد أن أعلن الجيش الأمريكي نشر قوات خاصة على الحدود السورية لدعم القوات التركية فى عمليات دعم الفرات العسكرية لتطهير الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا من داعش، قصفت مقاتلات التحالف الدولي بالخطأ مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري خلفت أكثر من 80 قتيلا و 100 جريح من عناصر النظام التابع لبشار الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلن التحالف الدولى ضد تنظيم داعش، والذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أمس السبت، أنه قصف ما كان يعتقد أنه موقع للمتشددين فى سوريا، لكنه أنهى العملية فور تلقيه تحذيرا من موسكو بأنه ربما يكون تابعا للجيش السوري.
وقال بيان صادر عن قيادة القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط إنه "فى وقت سابق، شنت طائرة تابعة للتحالف غارة فى جنوب دير الزور، فى سوريا".
وأضاف أن "قوات التحالف اعتقدت أنها ضربت موقعا قتاليا لتنظيم داعش كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف. لقد تم إيقاف الضربة فورا حين أبلغ مسؤولو التحالف من قبل مسؤولين روس بإمكانية أن يكون الأفراد والآليات والمستهدفة تابعين للجيش السوري".
وقال الجيش السوري، إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قصفت جنودا سوريين قرب مطار دير الزور السبت، مما أتاح لمقاتلي تنظيم الدولة اجتياح موقعهم لفترة وجيزة وهدد مجددا بانهيار الهدنة السارية في أماكن أخرى من البلاد.
وأعلنت داعش عبر وكالة أعماق التابعة لها إنها بسطت سيطرتها بالكامل على جبل ثردة حيث يوجد الموقع الذي تعرض للقصف مما يتيح لها رؤية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دير الزور.
لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الجيش السوري استعاد لاحقا المواقع التي خسرها أمام التنظيم.
على الفور دعت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتنديد بما وصفته بالعدوان الأمريكي وأن يطلب من واشنطن احترام السيادة السورية، بحسب التلفزيون السوري.
وفى السياق ذاته، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن روسيا تريد اجتماعا طارئا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث ضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على موقع للجيش السوري قرب دير الزور.
وأضافت المتحدثة ماريا زاخاروفا أن الضربات -التي قالت وزارة الدفاع الروسية إنها قتلت 80 جنديا سوريا- تعرض الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن سوريا للخطر وتبدو كدليل على أن واشنطن تساعد تنظيم داعش المتشدد.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن زاخاروفا قولها لمحطة روسيا-24 التلفزيونية: "إننا نصل إلى نتيجة مروعة حقا للعالم بأسره: أن البيت الأبيض يدافع عن داعش.. الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شكوك."
وأضافت: "نطالب بتفسير كامل ومفصل من واشنطن. التفسير يجب أن يقدم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة."