استهدفت مئة غارة على الأقل مدينة حلب وريفها ليل الثلاثاء الأربعاء تزامنا مع قصف جوى ومدفعى على جبهات القتال الرئيسية فى سوريا، بعد يومين على إعلان الجيش انتهاء الهدنة، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس والمرصد السورى لحقوق الإنسان.
وقال مراسل فرانس برس فى الأحياء الشرقية فى مدينة حلب (شمال سوريا) أن أكثر من مئة غارة استهدفت المدينة وريفها بعد منتصف الليل حتى ساعات الفجر، الأمر الذى منع السكان من النوم نظرا لشدة القصف.
وأشار إلى أن الغارات لم تتوقف إلا بعد أن بدأ هطول المطر بغزارة صباحا.
وادى القصف بعد منتصف الليل على حى السكرى فى شرق مدينة حلب إلى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل وفق مراسل فرانس برس.
وقال أحمد وهو من سكان الحى لفرانس برس أثناء قيامه بإزالة الحجارة والزجاج المحطم من أمام مبنى مجاور "لم يكن فى المبنى إلا شقيقين متزوجين، كانت عائلتيهما قد علقتا فى ريف حلب منذ أكثر من أسبوعين".
وأضاف "قبل ساعة من القصف، كنت ازورهما وشربنا الشاى معا، ونصحنى أحدهما بوجوب أن اخلى منزلى فى الطابق الرابع وأنزل مع عائلتى إلى الطوابق السفلية بسبب عودة القصف الجوى" متابعا "لم يمض على مغادرتى إلا ساعة حتى سقط صاروخ على الحارة أدى إلى تهدم المبنى بأكمله وقد قتل الشقيقان تحت الأنقاض .
ويأتى استئناف القصف وتحديدا فى محافظة حلب بعد إعلان الجيش السورى مساء الاثنين انتهاء هدنة استمرت أسبوعا بموجب اتفاق اميركى روسى وشهدت خلالها جبهات القتال هدوءا. وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بإعاقة تنفيذ الاتفاق.
على الصعيد ذاته لقى شخصان مصرعهما وأصيب 7 آخرون بجروح الأربعاء، جراء سقوط قذائف صاروخية، أطلقتها مجموعات مسلحة على حى صلاح الدين بحلب.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر بقيادة شرطة حلب قوله "إن مجموعات مسلحة أطلقت عددا من القذائف الصاروخية بالقرب من جامع الزبير فى حى صلاح الدين، ما تسبب فى مصرع شخصين وإصابة 7 بجروح متفاوتة، مشيرا إلى أن الاعتداء المسلح أسفر عن وقوع أضرار مادية فى الممتلكات العامة والخاصة ومنازل المواطنين".
وفى سياق متصل، أفاد مصدر فى محافظة حمص بأن مجموعات مسلحة استهدفت بالقذائف الصاروخية أحياء سكنية فى مدينة حمص، ما تسبب فى إحداث أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة، دون وقوع إصابات بين المواطنين".
وأشار المصدر إلى أن مجموعات مسلحة قامت أمس باستهداف قرية المشرفة شمال شرق مدينة حمص بنحو 18 كم، بقذيفتين صاروخيتين، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية فى منازل المواطنين وممتلكاتهم.
كما أفادت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية الاربعاء- بمقتل إمرأة وإصابة 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال بقصف مدفعى ترافق مع غارات جوية على الأحياء السكنية بمدينة تلبيسة بريف حمص الشمالى، تخللها قصف مدفعى من نقاط تمركز قوات النظام على أطراف المدينة .
ونقلت قناة "العربية الحدث" عن المصادر قولها :"ان محافظة حماة تعرضت منذ فجر اليوم لشن غارات مكثفة من قبل طائرات النظام، استهدفت مناطق معردس وصوران وتل بزام والطيبة بريف حماة، ترافقت مع اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها"، فيما ألقت طائرات النظام البراميل المتفجرة على عدة مناطق فى بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبى، ترافقت مع قصف مكثف بالصواريخ.
وقتل أيضا عدد من المدنيين وجرح آخرون جراء قصف طائرات النظام لعدة مناطق فى مدينة دير الزور .
وكان المرصد السورى لحقوق الانسان قد أفاد بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الداعمة لها من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى، فى محور تلة بازو ومشروع 1070 ومدرسة الحكمة جنوب غرب حلب وسط تقدم لقوات النظام فى المنطقة ترافق مع تنفيذ طائرات حربية غارات عدة على مناطق الاشتباك .
يذكر أن 14 شخصا معظمهم من الكوادر الطبية بينهم مسعفون وأطباء وسائقون قد لقوا حتفهم جراء غارات حربية على بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبى .