سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الوضع فى مدينة حلب السورية، وقالت إن الخوف والظلام يسيطران عليهما فى ظل حملة القصف المستمرة التى تتعرض لها.
وتشير الصحيفة إلى أن القصف ليلا يكون الأسوأ، فلا يوجد كهرباء فى الجزء الشرقى من حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة، وتحلق الطائرات الحربية فوق الرؤوس لتستهدف أى ضوء يظهر فى الظلام. لذلك تتجمع العائلات معا فى الظلام بغرفة واحدة حتى لا يموتوا وحدهم، يستمعون إلى صوت الطائرات وينتظرون سقوط القنابل.
وبينما هم كذلك، يقوم عمال الإنقاذ بعملهم ويتحركون بين الحطام والدمار الناتج عن قصف سابق لاستخراج الضحايا بدون أضواء، وينقولونهم إلى المستشفيات حيث يعالج المرضى على الأرض على يد أطباء لا ينامون تقريبا، وعليهم أن يختاروا أى أرواح سينقذونها وأيا منها سيدعونه يصعد إلى السماء.
وتتابع الصحيفة قائلة إن تلك هى فحوى الحياة فى مدينة حلب التى تسيطر عليه المعارضة، والتى أصبحت معتادة على الغارات الجوية العادية فى السنوات الأربع منذ سيطرت المعارضة على الجزء الشرقى من المدينة، لكن ليس بمثل الكثافة التى كانت عليها الأسبوع الماضى.
ولفتت الصحيفة إلى أن انهيار الهدنة التى توصلت إليها أمريكا وروسيا فى 19 سبتمبر الجارى أعقبه شن الحكومة السورية هجومها مدعومة بضربات جوية من روسيا لاستعادة مناطق المعارضة فى حلب.
وأوضحت الصحيفة أن ما زاد من معاناة سكان حلب الحصار الكامل المفروض عليها من القوات الحكومية هذا الشهر، قبل وقت قصير من إعلان الهدنة.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن مئات الآلاف من السكان قد هربوا من حلب، المدينة التى كان يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، وتوجهوا إلى مخيمات اللاجئين فى الشمال إلى تركيا وعلى قوارب إلى أوروبا. إلا أن الأمم المتحدة تقدر أن هناك 250 ألف لا يزالوا عالقين فى شرقى المدنية أغلبهم من أشد الفقراء الذين لم يستطيعوا تحمل تكلفة الانتقال خارج المدينة وحتى لو أرادوا الخروج الآن فلن يستطيعوا. فالطعام شحيح والأسعار مرتفعة، ولا أحد يعلن كم سيكفى مخزون الغذاء من المدينة فى ظل الحصار. وقد وجد الأطباء علامات سوء التغذية بالفعل لدى بعض الأطفال الذين يمثلون ما بين 35% إلى 40% من العالقين فى حلب.