(أ ف ب)
أعلن وزير الخارجية الليبى طاهر سيالة، اليوم الخميس، أن بلاده تعارض أن تقام على أراضيها مخيمات للمهاجرين الذين يرغبون فى الوصول إلى أوروبا، كما اقترح مسؤولون أوروبيون للحد من عمليات الهجرة عبر البحر المتوسط.
واعتبر طاهر سيالة خلال اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، فى العاصمة النمساوية، أن هذا المشروع يعنى أن الاتحاد الأوروبى "يرفض تحمل مسؤولياته ويلقيها على أكتافنا".
وأوضح سيالة، أن فكرة إقامة هذه المخيمات "بعيدة جدا عن الحقائق الميدانية"، فيما لا تزال ليبيا تخوض حربا أهلية مدمرة.
ولاحقا دعا الوزير الليبى الاتحاد الأوروبى إلى الضغط على الدول التى يتحدر منها المهاجرون الذين يتوجهون إلى أوروبا عبر ليبيا لكى تقبل بإستعادة مواطنيها.
وقال خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره النمسوى سيباستيان كروز والمبعوث الدولى إلى ليبيا مارتن كوبلر: "نحن بحاجة لان يضغط الاتحاد الأوروبى على هذه الدول لكى تستعيد" مواطنيها.
وأضاف "من دون التعاون مع دول المصدر لن نتمكن من وقف تدفق المهاجرين. يجب على المجتمع الدولى أن يستثمر فى هذه الدول لكى توفر ظروف حياة افضل لمواطنيها ولكى يتم إبرام اتفاقات تستعيد بموجبها مواطنيها".
بدوره أكد الألمانى كوبلر على وجوب "تشجيع المهاجرين الموجودين فى ليبيا على العودة إلى بلادهم واقناع مواطنيهم بعدم سلوك الطريق نفسه".
وتدعو بعض البلدان الأوروبية، ومنها النمسا والمجر، إلى إبرام اتفاق مع طرابلس، يتيح إعادة المهاجرين الوافدين إلى أوروبا إلى ليبيا التى عبروها، على غرار الاتفاق الذى عقده الاتحاد الأوروبى مع تركيا فى مارس الماضي.
ومن الاقتراحات المطروحة، بناء مخيمات كبيرة فى ليبيا، يمولها الاتحاد الأوروبى ويتولى إدارتها، لطالبى اللجوء سواء رفضت طلباتهم أم لا، حيث يتعين عليهم إيداع ملفاتهم لطلب اللجوء إلى أوروبا، على أن ينتظروا فيها احتمال حصولهم على الموافقة.
واجتاز أكثر من 300 ألف مهاجر ولاجئ البحر المتوسط منذ بداية السنة للتوجه إلى أوروبا، كما ذكرت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين. ويأتى قسم كبير منهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
ومنذ بداية السنة، لقى 3500 شخص مصرعهم فى البحر المتوسط، آخرهم 28 قضوا قبالة السواحل الليبية الثلاثاء.وتستضيف ليبيا حوالى 235 ألف مهاجر يسعون للذهاب إلى إيطاليا، كما أكد كوبلر أواخر سبتمبر.