أكد المستشار فوزىالغويل مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية ونائب رئيس اللجنة العليا لمونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام،أن الوضع الراهن فىالمنطقة العربية دقيق وشائك والتحديات التى تواجهها الدول العربية كثيرة ومتنوعة والإعلام العربى جزء من هذه الظروف ويعكس صور الأحداث المتصارعة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف الدينى.
وشدد الغويلفى تصريحات له اليوم الاثنين، على أن هذه المرحلة تتطلب مواجهة هذه الظاهرة المستفحلة بتدابير مشتركة ورؤية واحدة، وتوجيه الإعلام العربى ليكون صوتا واحدا فىوجه هذا الداء لاستئصاله من مجتمعاتنا.
وأشار إلى أن الجامعة العربية تسعى بشكل حثيث إلى تنسيق الجهود لتطوير أداء الإعلام العربى المشترك انطلاقا من الاستراتيجية الإعلامية لمكافحة الإرهاب التى أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب فى دورته (45) فى عام 2014.
وحول أهم الفعاليات التى نظمتها الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب خلال هذه الفترة، قال الغويل إن الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب قامت بالإعداد والتحضير لاجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب، ومكتبه التنفيذى، وما ينبثق عنهما من لجان فنية وفرق عمل فى مختلف المواضيع المطروحة، واجتماعات اللجنة الدائمة للإعلام، كما تسهر على متابعة تنفيذ قرارات المجلس واتخاذ الخطوات اللازمة لمتابعة تنفيذ ما يناط بها بمؤسسات الإعلام العربى.
وأضاف أن الجامعة نظمت فى هذا الإطار عدة اجتماعات لفرق الخبراء فى مجال التصدى لظاهرة الإرهاب والإعلام الإلكترونى، كما نظم الاجتماع الأول للجنة المشتركة لاحتفالية القدس عاصمة الإعلام العربى، وورشة عمل حول الخطاب الدينى ودوره فى التصدى لظاهرة الإرهاب.
وحول دور الجامعة العربية ورؤيتها للإعلام من خلال رعايتها لمونديال القاهرة للإذاعة والتليفزيون فى دورته الخامسة بالقاهرة، قال إن الجامعة العربية تسعى من خلال رؤية جديدة تتوافق مع المستجدات الراهنة التي يشهدها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص إلى تحديث خطابها الإعلامى ليكون أكثر اقترابا وأكثر أهمية وتأثيرا وملامسة للآخر ويأتى اهتمامها برعاية الفعاليات الإعلامية المختلفة ضمن هذا الإطار ولعل رعايتها للدورة الخامسة لمونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام يؤكد هذا التوجه فقد حرصت على التأكيد للجهة المنظمة وهى الاتحاد العام للمنتجين العرب وهو عضو مراقب بمجلس وزراء الإعلام العرب على ضرورة التركيز على تحفيز كل المؤسسات الإعلامية للاهتمام بالأعمال الفنية التى تخدم المجتمع العربى وتؤكد على نشر القيم السامية وتدعو لترسيخ مفهوم الانتماء والمواطنة ومواجهة الأفكار الهدامة والتطرف ويأتى هذا الاهتمام من قبل الجامعة العربية ليؤكد بأن هذه المؤسسة تضع ضمن أولوياتها الاهتمام بالجوانب الإنسانية والثقافية جنب إلى جنب مع العمل السياسى والاقتصادى مما يدعم مشروع العمل العربى المشترك.
ومن ناحية أخرى أشار الغويل إلى أن مجلس وزراء الإعلام العرب اعتمد خطة للتحرك الإعلامى فى الخارج وهى خطة طموحة اعتمدت برامج وأنشطة فعالة لتوظيف المنابر والمؤسسات الإعلامية المختلفة فى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى لإعادة عرض القضايا العربية بإسلوب جديد وبطرح مختلف يتوافق مع العقلية الغربية مما سيسهم فى تصحيح الصورة السلبية والرؤية المشوهة التى عملت الدوائر الصهيونية على ترسيخها فى العقل الغربى من خلال الحملات الإعلامية الممنهجة وتوظيف كل وسائل الإعلام لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح الغويل أن الجامعة العربية بدأت فى تنفيذ الخطة المرحلية للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب بعد أن تم اعتمادها من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، لافتا إلى أن هذا يؤكد أن الجامعة العربية قررت التحرك بشكل أكثر فاعلية فى جميع المجالات لخدمة القضايا العربية المختلفة والتى يأتى الإعلام ضمن أهم أدواتها.
وحول اختيار ليبيا لتكون ضيف شرف المونديال خلال هذه الدورة قال إن مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام تظاهرة ثقافية إعلامية تهدف إلى إبراز الثقافة العربية الزاخرة بالتنوع والثراء، وكل سنة يتم اختيار دولة عربية لتكون ضيف شرف المونديال للتعريف بها وبثقافتها، واختيار ليبيا لتكون ضيف شرف المونديال هذا العام لا يخرج عن هذا السياق، فالعالم لا يرى فى ليبيا الآن سوى النزاعات والصراعات وآثار الدمار، فى حين أن ليبيا دولة عريقة تزخر بموروث ثقافى متنوع وكبير اكتسبته بتعاقب الحضارات على أرضها عبر الأزمنة، فكان من الضرورى نفض التراب عن هذه الكنوز الثقافية وإبراز الوجه المشرق لهذا البلد العربى الذى يتميز بالجمال والأصالة ويزخر بتراث ثقافى جدير بأن يتعرف عليه العالم، ليكون بمثابة شعلة نور تزرع الأمل بمستقبل أفضل.