أكد الخبير الصينى تيان وينلين، الباحث فى معهد دراسات الشرق الأوسط التابع للمعهد الصينى للعلاقات الدولية المعاصرة، أن مصر هى الدولة الوحيد التى نجحت بعد أكثر من خمس سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي، بفضل حكمة وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى حين دخلت ليبيا وسوريا والعراق فى صراعات وتشهد أوضاعا مأساوية.
جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها، اليوم الاثنين، خلال الندوة التى أقيمت تحت عنوان "الصين وقضايا الشرق الأوسط"، والتى نظمتها سفارة الصين بالقاهرة بالتعاون مع مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.
وأشار وينلين إلى أن المنطقة شهدت تغيرات كبيرة منذ عام 2010، من بينها سيطرة أمريكا على السياسات، واتضح هذا جليا بعد وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما للحكم فى عام 2009، حيث تحاول الولايات المتحدة إقامة نظام عالمى جديد فى المنطقة، وبعد 20 عاما من الحرب الباردة، لم تغير أمريكا من نهجها فى السيطرة على الشرق الأوسط.
ونوه بوجود 70 منظمة إرهابية فى ليبيا، والشعب الليبى هو الضحية، حيث لا يوجد أمن ولا أمان، مؤكدا أن الفائز الحقيقى فى المنطقة هو إسرائيل.
وأضاف أن الصراع الأمريكى - الروسى سوف يكون له تداعيات على المنطقة، لأن روسيا تحاول الحفاظ على الدولة السورية لخلق توازن، وربما تسعى الصين لأن تلعب دورا فى المستقبل للحفاظ على الدول الوطنية ضد المنظمات الإرهابية والصراعات الطائفية والمذهبية فى ضوء اهتمامها بالحفاظ على الموارد.
من جانبه، قال نائب رئيس مكتب شينخوا بالقاهرة شين يونج إن الحرب فى مدينة الموصل بالعراق لها تأثير كبير على شمال سوريا، لأن محاربة مسلحى داعش فى الموصل سوف تدفعهم للهروب إلى سوريا، التى تشهد تصاعدا للصراع العسكرى بين قوى مختلفة.
وأشار يونج إلى أن الولايات المتحدة تعتزم حصار داعش فى مدينة الرقة، معقل داعش فى سوريا، ويرفض الجيش السورى وروسيا وإيران تسليم الرقة لداعش، فيما تؤيد تركيا طرد الأكراد من سوريا، لذا فإن الحرب لن تكون ضد داعش فقط، ولكن ضد الأكراد أيضا بمشاركة دول مجاورة أخرى، منوها بأن نقطة الصراع المقبلة هى مدينة الباب، حيث يتصارع كل من الجيش السورى بدعم من روسيا وإيران وتركيا عليها.
ورأى أنه لن يكون من السهل القضاء على داعش فى الأماكن التى تركها فى العراق، لأنه سيكون له عناصر وقوات موالية فى هذه الأماكن لمقاومة الحكومة، وبالتالى من الصعب القضاء عليه بشكل عاجل، لافتا إلى العلاقات المتوترة بين تركيا وروسيا بشكل كبير بسبب الخلاف حول احتلال الموصل والجيش السوري، بالرغم من محاولات القادة الأتراك تحسين العلاقات الاقتصادية.
ولفت يونج إلى أن الولايات المتحدة ليست راضية عن سياسات تركيا فى المنطقة، ولكن تستطيع أمريكا السيطرة على الشرق الأوسط، فيما يتنامى الدور الروسى فيها.
بدورها، قالت نائب الأمين العام للجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط الدكتورة شيان مو إن روسيا لن تسمح بسقوط بشار الأسد فى سوريا، وأمريكا تدعم داعش للقضاء على الأسد، والصراع مرشح للتصاعد فى الشهور المقبلة، والمشكلة الحقيقية هى الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا الذى يؤثر على المنطقة، مشيرة إلى إعلان وزير الدفاع الروسى إقامة قاعدة بحرية فى سوريا لمواجهة الأسطول الأمريكى السادس، وقد تقع مباشرة بينهما هناك.
ورأت أن الأزمة اليمنية هى صراع بين السعودية وإيران التى تمد الحوثيين بكل ما يحتاجونه لاستمرار القتال، والسعودية تشعر بقلق من توسع الدور الإيرانى فى الدول العربية، مشددة على أهمية العودة إلى مائدة المفاوضات من أجل استقرار اليمن.