حصل "انفراد" على نص البيان الختامى الصادر عن الاجتماع الاستثنائى لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامى بشأن الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية فى طهران وقنصليتها العامة فى مشهد، والذى عقد أمس الخميس بمقر المنظمة بجدة برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت، ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى.
وأشار البيان إلى أنه "بعد الاطلاع على خطاب وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل بن أحمد الجبير رقم 6/4/117695 وتاريخ 26/3/143? الموافق 6/1/2016م؛ واستناداً إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963 اللتان أكدتا على حرمة مبانى وأفراد البعثات الدبلوماسية والتزام الدولة المضيفة بتوفير الحماية اللازمة لهم ضد أى اعتداءات؛ واستناداً إلى ميثاق منظمة التعاون الإسلامى، وميثاق الأمم المتحدة بشأن الحفاظ على سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل فى شئونها الداخلية؛ وبالإشارة إلى البيان الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 4/1/2016 الذى أدان الاعتداءات على مقر سفارة المملكة العربية السعودية فى طهران وقنصليتها العامة فى مدينة مشهد؛ وبعد المداولات فى هذا الشأن؛ فإن المجلس يدين الاعتداءات التى تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية فى طهران ومشهد، والتى تُشكل خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، والقانون الدولى الذى يحمى حرمة البعثات الدبلوماسية ويفرض الحصانة والاحترام للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى أية دولة بوضوح ملزم للجميع ".
وأشار البيان إلى تأكيد على المجلس "على أن هذه الاعتداءات تتنافى مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامى وميثاق الأمم المتحدة التى تدعو إلى تعزيز الثقة وتشجيع العلاقات الودية والاحترام المتبادل والتعاون بين الدول الأعضاء، وحل النزاعات بالطرق السلمية وصون السلم والأمن والامتناع عن التدخل فى الشئون الداخلية للدول، و يرفض ويدين التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبى الجرائم الإرهابية فى المملكة العربية السعودية، ويعتبر ذلك تدخلاً سافراً فى الشئون الداخلية للمملكة العربية السعودية مما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق المنظمة وجميع المواثيق الدولية التى تدعو إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاء، وخاصة تلك التى تندرج ضمن التشريعات الداخلية".
وأضاف البيان "يدين تدخلات إيران فى الشئون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء ومنها (البحرين واليمن وسوريا والصومال) واستمرار دعمها للإرهاب، ويعرب عن دعمه وتأييده الكامل لجهود المملكة العربية السعودية وجميع الدول الأعضاء فى مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أياً كان مصدره وأهدافه، ويؤيد الإجراءات الشرعية والقانونية التى اتخذتها المملكة العربية السعودية فى مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية والقنصلية فى إيران، ويؤكد على البيانات الصادرة عن الدول الأعضاء وغير الأعضاء ومجلس الأمن الدولى، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية التى أدانت واستنكرت بشدة الاعتداءات على سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية فى طهران ومشهد".
وطالب الاجتماع الإستثنائى لمنظمة التعاون الإسلامى "بالعمل على نبذ الأجندة الطائفية والمذهبية لما لها من آثار مدمرة وتداعيات خطيرة على أمن واستقرار الدول الأعضاء وعلى السلم والأمن الدوليين، ويؤكد على أهمية توطيد علاقات حُسن الجوار بين الدول الأعضاء لما فيه خير مصلحة الشعوب اتساقاً مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامى، ويطالب جميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولى باتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث أو تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً على البعثات الدبلوماسية والقنصلية لدى إيران، ويدعم كافة الجهود السياسية لتحقيق تسويات دائمة للنزاعات بين الدول الأعضاء على أساس ميثاق منظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة والقانون الدولى".
وطالب وزراء الخارجية فى بيانهم، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى إبلاغ هذا البيان للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية ورفع تقرير بشأنه إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجية.
وخلال الاجتماع أعلن وفد إيران رفضه للبيان، مشيراً إلى أنه ينأى بنفسه عنه، كما أعلن وفد لبنان بأن لبنان ينأى بنفسه عن البيان، كما قدم وفد الجزائرية ملاحظة تفسيرية بشأن الفقرة الخامسة تنص على أنه(التزاماً بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، فإن الإجراءات الشرعية والقانونية التى اتخذتها المملكة العربية السعودية الشقيقة والمشار إليها فى المادة الخامسة من البيان تخضع إلى القرارات السيادية وبالتالى ليس على اجتماع متعدد الأطراف أن يتخذ موقفاً بشأنها".