انعطفت سيارة مدرعة بألواح معدنية ويقودها انتحارى إلى شارع رئيسى مملوء بالجنود فى شرق الموصل، وتحولت لكرة من اللهب مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين.
وفيما تقدمت السيارة فى الطريق مزقتها رصاصات القوات العراقية ردا على أحدث هجوم مضاد من تنظيم الدولة الإسلامية ضد مساعيها لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة شمال البلاد.
هذه الواقعة وما تلاها يوم الخميس كانت معبرة عن التحديات التى يواجهها الجيش العراقى المدعوم من الولايات المتحدة فى قتاله ضد عدو مستعد للانتحار للدفاع عن آخر معقل رئيسى له فى البلاد فيما هو محاط بما يزيد كثيرا عن مليون مدني.
وفتحت القوات الخاصة المعنية بمكافحة الإرهاب والمنتشرة على تقاطعات الطرق النار من الأسلحة الرشاشة بكثافة على أهداف على بعد بضع مئات من الأمتار. يتحرك قناصة محترفون يرتدون السواد عبر أسطح المنازل أو يختلسون إطلاق النيران من منازل ببنادقهم الكلاشنيكوف.
وبعد ساعة استهدفت ضربة جوية من التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة موقعا لإطلاق قذائف المورتر تابع للدولة الإسلامية قبل أن يطلق الجنود أكثر من عشر قذائف مورتر من جانبهم فى محاولة للقضاء على مسلح رصدوه وبدا أنه يقترب منهم.
واجتذبت طائرة تجارية بدون طيار تحلق فوقهم طلقات النار من القوات التى لم تكن متأكدة مما إذا كانت تلك الطائرة تتبع الدولة الإسلامية أم الجيش العراقي.
وفى أثناء كل ذلك يهرب العشرات من السكان الذين يحملون حقائب الظهر وحقائب التسوق وحتى الأوانى عبر جبهات القتال فيما جثم المئات داخل منازلهم فى مناطق استعادها الجيش فى يوم السابق.