تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن محنة كثير من العائلات فى اليمن التى تعانى من ظروف صحية سئية زادت بسبب الصراع المستمر منذ أشهر كثيرة.
وقالت الصحيفة إنه فى ريف اليمن، حيث يعيش ثلثى السكان، يموت أطفال كل يوم، ويضطر الآباء ليقرروا من بين أطفالهم المريضة سينقذون، ومنع هؤلاء الأكثر صحة من أن يسيروا على نفس الطريق المحفوف بالمخاطر.
وضربت الصحيفة مثالًا بعائلة أسامة حسن، التى واجهت خيارًا موجعًا وجسد الصغير يهزل، هل يجب أن يستخدموا الأموال القليلة التى لديهم فى زمن الحرب لينقلوا الطفل البالغ من العمر عامين إلى المشفى، أم يشتروا الطعام لإطعام أبنائهم الآخرين؟. واختارت العائلة الطعام.
وخارج الكوخ الصغير الذى يعيشون فيه، راقب الجد أحمد صادق حفيده الممدد على سرير خشبى محدقا فى السماء، بعدما أصبح عاجزًا عن المشى على قدميه الضعيفة.
ويقول الجد إنه يعرف أنه سيموت، ولا يوجد شىء يمكنهم القيام به له.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه فى ريف اليمن، يموت الأطفال كل يوم وتحتوى المقابر فى إحدى القرى شمال غرب البلاد التى تغرق فى فقر مدقع، على جثامين أطفال ماتوا مؤخرًا من الجوع أو الأمراض، وأغلبهم يدفن فى مقابر مجهولة، ولا يتم الإبلاغ عن وفاتهم للسلطات.
أما الأكثر حظًا فيتم نقلهم إلى مستشفى، التى تبعد عدة ساعات على طرق غير ممهدة، لكن النجاة هى الخيار المر، حيث تتعرض العائلات للإفلاس بعد دفع الأموال مقابل الرعاية، ويعود الأطفال لمنازلهم فى نفس دائرة الحرب ونفس الفقر وسوء التغذية.