أعلن الرئيس السودانى عمر البشير تمديد وقف إطلاق النار مع الحركات المسلحة المتمردة لمدة شهر واحد اعتبارا من غد الأحد، إلا فى حالة الدفاع عن النفس، مؤكدا أن ذلك يأتى تعزيزًا لأجواء الوفاق الوطنى بما يدفع المتمردين من حملة السلاح للتفكير بإيجابية لنبذ العنف والاقتتال والانضمام لمسيرة الوفاق الوطني.
وقال البشير، فى كلمته اليوم السبت بالقصر الجمهورى بالخرطوم، بمناسبة احتفال السودان بيوم الاستقلال: "سبق وأن أعلنا التزامَنا بقبول مخرجات الحوار الوطنى وأوفينا بذلك، ونجددُ اليوم التزامَنا الأكيد بحسن تنفيذها ومتابعتى الشخصية لهذا التنفيذ بمشاركة القوى السياسية وقوى المجتمع الفاعلة فى هذه المتابعة... سيظل هدفنا فى المرحلة المقبلة إنجاز الأهداف السبعة لمخرجات الحوار بشقيه السياسى والمجتمعى للبناء الوطنى المتمثلة في: تأسيس الحكم الراشد، تحقيق السلام، بسط الأمن، إنجاز التنمية المفضية لتحسين مستوى المعيشة، تزكية المجتمع، الارتقاء بالتعليم والعناية بتربية النشء والشباب ورعاية الإبداع فى كافة المجالات".
وحول علاقات السودان الخارجية، قال البشير: "سنستمر فى انتهاج سياسة خارجية متوازنة واضعين مصالحَنا القوميةَ وتطلعاتِ شعبِنا نُصبَ أعيننا، وسنواصل عملنا الدؤوب لتقوية روابط الأخوة والصداقة القائمة على الاحترام والتعاون وصيانة المصالح مع جميع دول العالم، كما سنلتزم دومًا بواجبنا الأخلاقى فى نُصرة الحقوق والعدالة على المستويين الإقليمى والدولى وتعزيز جهودنا فى خطط إحلال السلم والأمن الدوْلِيَّيْن اللذين يسهمان فى استقرار الشعوب والدول وتقدمها".
وأكد البشير دعمه الكامل لاستقرار الأوضاع فى دولة جنوب السودان وحرص بلاده على إنفاذ الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، معربا عن تقديره العميق للأدوار الإيجابية التى قام بها الأشقاء فى المحيط الإقليمى فى سبيل السلام والاستقرار فى السودان، متقدما بالشكر والتقدير لكل الدول الشقيقة والصديقة التى ظلت تقدم للسودان الدعم والمساندة فى كل المحافل بما يعزز جهودَه فى الاستقرار والتنمية.
وأكد أن الوثيقة الوطنية التى صاغها ووقعها أهل السودان متوجين بها مخرجات حوارهم الوطنى والمجتمعى ملزمة للجميع، حيث يشاركون فى متابعة تنفيذها، مشددا على أن الانضمامَ للوثيقة الوطنية سيظل مُتاحًا للمُمانعين، وأنه سيظل حريصا على مشاركتهم، وقال " لن أكِل من الدعوة لهم بحكم مسئوليتنا الوطنية والدستورية وتأكيدًا لحرص أهل السودان على مشاركة الجميع فى مسيرة الوفاق الوطني".
وأضاف "سنكمل المشاوراتِ السياسيةَ فى الأيام القليلة القادمة لإعلان تكوين اللجنة العليا لوضع مسودة الدستور الدائم للبلاد ليُعْرَضَ على برلمان منتخب لإجازته إنفاذًا لمخرجات الحوار الوطنى وتوصياته... بجانب إسراع الخطى فى المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وفاق وطنى تستوعب وتُعبر عن القوى المشارِكة فى الحوار الوطنى ...لِتَكون حكومةً ذات قدرة عالية لتنفيذ برنامجها المحدد فى إنفاذ مقررات الحوار الوطنى والتحضير للانتخابات التى ستجرى فى العام 2020م والتى ستنظمها مفوضيةٌ مستقلةٌ تتسم بمعايير الشفافية والنزاهة المطلوبة، كما سيجرى التشاورُ مع القوى السياسية فى اليومين القادمين للوصول للكيفية المثلى لاستيعاب العضوية الإضافية المرتقبة فى الهيئة التشريعية القومية والمجالس التشريعية الولائية بتراضٍ وتوافقٍ تامين" .
ولفت إلى أن الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وموازنة العام 2017م وتفصيلاتها جاءت إنفاذا لتوصيات الحوار الوطنى بإنعاش الاقتصاد القومى وجعله قادرًا على الوفاء باحتياجات التنمية وَفْقَ سياسة التحرير الاقتصادي، مع ضبط الإنفاق الحكومى ومراجعة أولوياته وتوظيف الموارد لصالح الإنتاج وتحسين الخدمات الأساسية من رعاية صحية ومياه الشرب وكهرباء وإسكان، وإصلاح الخلل فى الهياكل والنظم الراتبية وشروط الخدمة فى الدولة، والاستثمار المتجدد للإمكانيات والموارد.
وشهد احتفال الرئاسة السودانية بيوم الاستقلال، والذى أقيم بالقصر الجمهورى بالخرطوم، جمع غفير من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الدولة والإعلاميين والشخصيات العامة.