أكد السفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، أن حجم التحديات التى تواجه استدامة السلام تستدعى تحولاً فى منظومة الأمم المتحدة على المستويات الثقافية والإدارية والهيكلية.
وقال أبو العطا، فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن القرار 2282 يتضمن إطارًا عمليًا لتعزيز دور اللجنة وصندوق ومكتب دعم بناء السلام فى تحقيق الاتساق الضرورى بين الإطارين السياسى والبرامجى لجهود استدامة السلام"، مضيفًا أنه فى ضوء التداخل الحتمى بين الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والمؤسسية فى جهود استدامة السلام يتفاوت ويتنوع طبيعة الدور الاستشارى للجنة تبعا لطبيعة ومتطلبات كل نزاع، ما يتطلب التحلى بالمرونة اللازمة فى التعامل مع سياق كل نزاع على حدى.
وأشار أبو العطا، إلى أن التمويل القابل للتوقع لجهود استدامة السلام يمثل تحديًا رئيسيًا، فيتعين إيجاد آليات تمويل تستند إلى شراكة موسعة بين الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والمانحين الثنائيين، وتعتمد على قبول قدر من المخاطرة كضريبة للاستثمار فى بناء واستدامة السلام.
وأضاف: "هنا تبرز محورية دور صندوق بناء السلام، وأهمية تشجيع الجهات المانحة على توفير التمويل طويل المدى لتلك الجهود".
واختتم أبو العطا، كلمته: "نتطلع إلى التقرير المرتقب للسكرتير العام بموجب القرار 2282"، مشددا على ضرورة تضمينه رؤية شاملة حول كيفية الإرتقاء بدور وبالأدوات المتاحة للمنظمة للمساهمة فى استدامة السلام، استنادا لمخرجات المراجعات الشاملة فيما يمكن أن يشكل أجندة جديدة للسلام تتزامن مع الذكرى الفضية لتقرير الدكتور بطرس بطرس غالى "أجندة للسلام".
وأشار إلى أن التحديات التى يواجهها العالم اليوم اختلفت عن تلك التى صاحبت صدور أجندة للسلام عام 1992، مؤكداً توحد الهدف فى الحالتين وحتمية استعادة الامم المتحدة لدورها الرئيسى المتضمن فى دباجة ميثاقها، ومجدداً الثقة فى قدرة السكرتير العام الجديد على صياغة هذه الرؤية المتكاملة وحشد الالتزام الدولى ورائها.