غادر الرئيس الصينى شى جين بينج العاصمة الصينية بكين اليوم الأحد، متوجها لسويسرا فى زيارة تستغرق 4 أيام بدعوة من رئيسة المجلس الاتحادى السويسرى دوريس ليوتار وحضور الاجتماع السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى (منتدى دافوس 2017) وزيارة عدد من المنظمات الدولية.
وقال نائب وزير الخارجية الصينى لى باو دونج أن الزيارة ستمثل فرصة ترسل خلالها الصين وسويسرا للمجتمع الدولى إشارة سياسية إيجابية تبين أنهما يكرسان نفسهما لحماية السلام والاستقرار فى العالم، وللحفاظ على نظام تجارى عالمى يرتكز على مبادئ الانفتاح والشمولية، ولتعزيز نظام الحكم الدولى بحيث يكون أكثر عدالة وأكثر منطقية.
ونوه بأهمية مشاركة الرئيس الصينى فى منتدى دافوس، حيث سيلقى خطابا هاما خلال مراسم الافتتاح ويقوم بإجراء حوارات مع مؤسس المنتدى ورئيسه التنفيذى كلاوس شواب وكذلك بعض الضيوف الحاضرين، وقال أن هذه ستكون المرة الأولى التى يقوم فيها رئيس صينى بحضور الاجتماع السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى، وهو ما يمثل أهمية تاريخية كبيرة تؤكد استعداد الصين للتواصل مع جميع الأطراف الدولية وإجراء مناقشات متعمقة بشأن سبل التعامل مع التحديات العالمية الرئيسية، وتعزيز التنمية السليمة والمستقرة للاقتصاد العالمى وغيرها من الموضوعات الدولية الهامة.
وأشار لى باو دونج إلى أنه فى الوقت الحاضر يمر الاقتصاد العالمى بمرحلة مهمة من التحول بين القوة الدافعة القديمة والجديدة، حيث تواجه عملية العولمة الاقتصادية رياحا عكسية، ويعيش العالم فى ظل ثورة علمية وتكنولوجية جديدة لازالت فى طور النمو تتشابك المخاطر الأمنية التقليدية وغير التقليدية وتتسبب حالة من عدم اليقين السياسى فى تغيرات كثيرة بالاقتصاد العالمى.
وأوضح أنه فى ظل هذه الخلفية، سيكون حضور الرئيس شى فرصة هامة، أولا لشرح وجهات النظر والمقترحات الصينية حول العولمة الاقتصادية وتأكيد ضرورة توجيهها نحو اتجاه أكثر شمولا لتحقيق المنفعة للجميع، وثانيا لتحليل واستكشاف الأسباب الجذرية لأزمة النمو الاقتصادى العالمى، والسعى لتعزيز ثقة المجتمع الدولى فى التنمية الاقتصادية فى العالم، وثالثا لعرض انجازات الصين وتجربة التنمية الصينية منذ بداية مسيرتها نحو الاصلاح والانفتاح، أمام المشاركين بالمنتدى ليستطيعوا تفهم مسار الاقتصاد الصين بشكل أكثر تعمقا، ورابعا تعميق التبادلات والتعاون مع المنتدى الاقتصادى العالمى.
وقال نائب وزير الخارجية الصينية أن الرئيس شى سيزور مكتب الأمم المتحدة فى جنيف، كما سيكون أول زعيم صينى فى التاريخ يزور مقرى منظمة الصحة العالمية واللجنة الأولمبية الدولية، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تمثل تأكيدا على الأهمية التى توليها القيادة الصينية لدور تلك المنظمات الدولية المتعددة الاطراف.
واستطرد لى باو دونغ قائلا أنه فى ظل ما يشهده الوضع الدولى من تغيرات معقدة وعميقة، وما يواجهه العالم من تحديات آخذة فى الازدياد، توضح زيارة الرئيس شى لمقرات المنظمات الدولية فى سويسرا حرص الصين على أن تسهم بحكمتها فى التعامل مع القضايا الدولية الرئيسية مثل تعزيز قضية السلام والتنمية، وتعزيز الحوكمة العالمية ودفع عجلة التنمية الصحية والرياضية الدولية.
وتوقع بأن تحقق الزيارة العديد من النتائج منها التأكيد على وحدة المصير المشترك للبشرية وأهمية رسم خطة للتنمية والنهضة البشرية على مستوى العالم؛ وتعزيز مستوى التعاون بين الصين والأمم المتحدة بالتوافق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والدفع قدما بمبادرة "الحزام وطريق" من خلال تنفيذ مشاريع تعاون موسعة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، فضلا عن رفع مستوى التعاون العملى بين الصين ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الأولمبية الدولية إلى آفاق أعلى جديدة.