غضب سياسى وشعبى فى اليمن جراء الجريمة الأمريكية بالبيضاء

أثارت الجريمة التى ارتكبتها القوات الأمريكية، الأحد، بمنطقة يكلا بمدينة رداع فى محافظة البيضاء استياء واسعا فى اليمن والأوساط السياسية والحقوقية.

وفى العملية التى نفذتها القوات الأمريكية بمنطقة يكلا بمدينة فيقة فى محافظة البيضاء، سقط مدنيون بينهم نساء وأطفال، وقتل 3 مشايخ من قبائل اليمن الذى يوصفوا بأنهم داعمون لتنظيم القاعدة، وهم الشيخ عبدالرؤوف الذهب والشيخ سلطان الذهب، والشيخ سيف النمس الجوفي، فى حين لا يزال الشيخ عبد الإله الذهب مفقود، بحسب مصادر قبلية.

وخسرت القوات الأمريكية طائرة خلال العملية إضافة إلى مقتل جندى وإصابة ثلاثة آخرين فى عملية لم تستطع فيها القوات الأمريكية من اعتقال عنصر أو قيادى لتنظيم القاعدة.

وتعد هذه العملية الانزال الأولى فى اليمن منذ بدء عمليات التحالف العربى فى مارس/آذار 2015م، كما أنها العملية الأولى من نوعها خلال رئاسة دونالد ترامب.

وعلق وزير الخارجية اليمنى عبدالملك المخلافى على العملية الأمريكية حيث كتب على صفحته بتويتر" القتل خارج القانون وقتل المدنيين عمل مدان ودعم للارهاب"


هذا وادانت حكومة الحوثيين والرئيس اليمنى السابق على صالح العملية التى نفذتها القوات الأمريكية بمحافظة البيضاء والتى اسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، مشيرة بأن هذا العمل يعد صورة من صور إرهاب الدولة الذى تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية تحت ذريعة مكافحة الارهاب.


واستنكرت الحاصلة على نوبل للسلام توكل كرمان العملية الأمريكية بمحافظة البيضاء.

وأوضحت كرمان فى منشور لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" أن "أكثر من عشرين قتيلاً من النساء والأطفال كانوا ضمن ضحايا العملية التى نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار".

وأضافت "عمليات الطائرات بدون طيار باليمن تعد جريمة قتل خارج القانون، وحين يكون ضمن الضحايا هذا العدد من النساء والأطفال فالجريمة مضاعفة ومزدوجة".

وتابعت " أدين هذه الجريمة وأعدها ضربا من الإرهاب الذى تزعم الإدارة الأمريكية محاربته".

واردفت كرمان بالقول أن "العملية الأمريكية تزامنت مع قرار الرئيس دونالد ترامب بمنع جميع اليمنيين من السفر والهجرة إلى أمريكا..هذا القرار وضع أكثر من 25 مليون يمنى فى دائرة الاشتباه بالإرهاب".

واختتمت كرمان قائلة "على هذا النحو تكافح الإدارة الأمريكية الإرهاب فى اليمن وغيرها أنتم لاتكافحون الإرهاب، بل تصنعونه وتمدونه بكل أسباب القوة والبقاء والانتشار".

من جانبه، قال سفير اليمن لدى بريطانيا الدكتور "ياسين سعيد نعمان" أنه لا مبرر للإدارة الأمريكية بالتدخل الأخير عبر الإنزال العسكرى بمحافظة البيضاء - وسط اليمن .

وأضاف نعمان فى إحاطة رسمية له بصفحته الرسمية على " فيسبوك " أن ذلك النوع من مكافحة الإرهاب عبر قتل المدنيين هو إرهاباً بذاته بكل المقاييس.

وأشار السفير نعمان، إلى أن العملية الأمريكية تعبر عن "طيش القوة التى تعتقد أنها فوق القانون الدولى وفوق قواعد الاشتباك الدولية المنظمة لتعاون الدول فى مكافحة الاٍرهاب على أسس لا تجعل من مكافحته هو الآخر ارهاباً بكل المقاييس".

وتابع الدكتور " نعمان " قائلاً " أن هناك من جعل اليمن " ملطشة " ارهاب وارهاب مضاد وقرارات مرتجلة وقبلها تلك القوة الغبية التى أغرقت اليمن فى هذه المأساة بعد أن كان قد وضع قدمه على طريق المستقبل" ، فى إشارة إلى نظام الرئيس السابق وحليفه الحوثيون .

ويرى المحلل السياسى عادل الصامت، بأن الرئيس الامريكى ترامب افتتح فترة حكمة بالبيت الابيض بجماجم اطفال ونساء منطقة يكلا باليمن من خلال عملية إرهابية تحمل مسمى مكافحة الإرهاب، مشيراً بأن جريمة القوات الأمريكية ادانتها الحكومة اليمنية وسلطات الحوثيين والرئيس اليمنى ولم يسبق أن اتفقت الحكومة الشرعية والحوثيين فى ادانه منذ اندلاع الحرب لكن الجميع استنكر جريمة القوات الأمريكية .

وأكد الصامت أن القوات الأمريكية بالعادة تنفذ ضرباتها على قيادات تنظيم القاعدة وهم فى مركبات بطرقات وتملك معلومات دقيقة عن اماكن تواجدهم وتحركاتهم ولم يكن هناك داعى لعملية الانزال الإرهابية لأنها لم تنجز أى مهام مفترض لعملية انزال وقد انزالت مبانى مدنية فوق روس الأبرياء.

وبين الصامت بأن المجتمع اليمنى صاحب تعصب مناطقى وقبلى وعملية الإنزال الأمريكية الإرهابية ستزيد من شعبية القاعدة فى منطقة يكلا كون الاهالى أصبح لديهم ثار مع القوات الأمريكية.

ووصف الصامت العملية الأمريكية بالفاشلة كونها لم تعتقل قيادى بالقاعدة ومثلت جريمة إنسانية فى سجل جرائم كثيرة ارتكبتها القوات الأمريكية بدول متعددة، لافتاً أن اسقاط طائرة أمريكية ومقتل جندى امريكى وإصابة ثلاثة آخرين وقتل عشرات المدنيين لا يدل إلا على الهزيمة الملطخة بدم نساء وأطفال.