دعت موريتانيا الرئيس الحالى للقمة العربية اليوم البرلمانيين العرب لتضافر جهودهم من أجل حماية الأمن القومى العربى وتحقيق تطلعات الشعوب العربية وحماية الأمن والسلم القومى .
وأكد وزير الخارجية الموريتانى اسلكو ولد ازيد بيه ممثل الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز فى الجلسة الافتتاحية فى المؤتمر الثانى للبرلمان العربى ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية- أهمية الدور الذى يضطلع به البرلمانيون كمعبرين عن الشعوب العربية فى مواجهة التحديات الراهنة التى تواجه المنطقة وفى صدارتها الإرهاب .
وشدد وزير الخارجية الموريتانى فى هذا الإطار على ضرورة تعزيز استراتيجية مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف باعتبارها من أكثر الظواهر التى تهدد أمن المنطقة .
وأكد على أهمية هذا الاجتماع البرلمانى، حيث ينعقد بعد التئام القمة العربية فى نواكشوط فى الدورة السابعة والعشرين، تلك القمة التى توجت أعمالها بصدور قرارات مهمة، تناولت مجمل القضايا العربية، وفى طليعتها القضية المركزية الأولى للعرب (القضية الفلسطينية).
وأشار إلى أن إعلان نواكشوط أكد على المضى قدما فى دعم الشعب الفلسطينى سياسيا وماديا ومعنويا لتعزيز صموده فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مع تأكيد الموقف العربى الثابت القائم على أن خيار السلام العادل والشامل والدائم يقوم على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لكامل للأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة، والانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 1967، وتمكين الشعب الفلسطينى من إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن تبنى مجلس الأمن الدولى مؤخرا للقرار 2334 المتعلق بعدم شرعية المستوطنات، واعتبارها انتهاكا للقانون الدولى، ثمرة للنضال الدؤوب للشعب الفلسطينى وللجهود العربية المشتركة.
وشدد على ضرورة مواصلة العمل لحشد المزيد من الدعم لقضيتنا المركزية الأولى.
وأكد أن الأحداث التى تشهدها المنطقة العربية تستدعى العمل على صون الأمن القومى العربى، وتكريس ثقافة السلم الأهلى، وتسوية الأزمات العربية من خلال تفاهمات سياسية، وتغليب لغة الحوار والحلول الودية، والعمل على رفع التحديات التنموية، والارتقاء بالمجتمعات العربية، وترسيخ قيم الديمقراطية والعدل والمساواة، وتوسيع دائرة مشاركة المرأة، والنهوض بالشباب لتوظيف إمكانياته فى التنمية، وإعطاء العناية اللازمة للثقافة، ونبذ التعصب وكل ما من شأنه إثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
وحث الوزير الموريتانى الأشقاء فى سوريا واليمن وليبيا والصومال على اعتماد الحوار نهجا لإيجاد الحلول السياسية القائمة على الحفاظ على وحدة الأوطان واستقلالها، وصيانة كرامة الشعوب وتطلعاتها المشروعة فى الحرية والديمقراطية.
كما أكد ضرورة استعادة جامعة الدول العربية دورها الطبيعى فى حل الأزمات، والاضطلاع بمسئولياتها كاملة فى تحريك القضايا المطروحة عربيا، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال توحيد كلمة العرب ومواقفهم.
ونبه إلى أن الإرهاب والعنف وأشكال الجريمة المنظمة الأخرى من أكثر الظواهر التى تهدد العالم اليوم، مما يحتم وضع مقاربات حديثة وشاملة لصيانة أمننا القومى، ويجعل من الضرورى كذلك تطوير آليات التعاون الإقليمى والدولي. ويعد تعزيز التعاون مع التجمعات الإقليمية دعامة قوية وبعدا استراتيجيا .
وقال إن بلاده انتهجت سياسة للتصدى للإرهاب ومحاربته بوضع إستراتيجية وطنية شاملة، كما عملت على توطيد التعاون الثنائى والإقليمى والدولي، فانخرطت فى شراكة إقليمية ناجحة، أنشأت بموجبها تجمع دول الساحل الخمس الذى يتخذ من نواكشوط مقرا لأمانته الدائمة، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه بدورها كاملا داخل منظومة دول مسار نواكشوط.
وأضاف أن موريتانيا عملت طيلة فترة رئاستها الدورية لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، على نقل القضايا العربية إلى المحافل الدولية والدفاع عنها، ولن تألو جهدا فى الدفع بالعمل العربى المشترك خدمة لتطلعاتنا المشروعة.
وقال إن بلاده تعول على الدور الحيوى الذى يقوم به البرلمان العربى فى كل المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، وفى الأمن القومى.
واقترح من أجل تقريب الجامعة لاهتمامات الشارع العربي، إمكانية تأسيس جمعيات ونواد فى كل مدينة عربية للتعريف بالدور المحورى للجامعة فى تعزيز ثقافة الأمن والسلم الأهليين.
ونوه ولد عبد العزيز بالزيارة التى قام بها مؤخرا وفد من هيئة البرلمان برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان، مشيرا إلى أنها كانت مناسبة لمشاورات بناءة.