سيطرت حالة من الغضب على قيادات وشباب حركة فتح عقب إقصاء اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير الفلسطينى مروان البرغوثى من منصب نائب رئيس الحركة بالرغم من حصوله على أعلى الأصوات فى المؤتمر السابع للحركة، واختارت اللجنة المركزية للحركة ، مساء الأربعاء، عضو اللجنة محمود العالول، نائباً لرئيس الحركة، كما اختارت عضو اللجنة جبريل الرجوب، أميناً للسر.
بدورها انتقدت عضو المجلس الثورى لحركة فتح، وزوجة الأسير القائد مروان البرغوثى، عدم اختيار زوجها فى مناصب اللجنة المركزية التى عُقدت أمس الأربعاء، رغم أنه حصل على أعلى الأصوات فى المؤتمر العام السابع.
وقالت البرغوثى فى منشور على موقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك": "مروان ليس غائباً بل حاضر ويتربع في قلوب شعبنا الفلسطيني، وحاضر في الصفوف الأمامية للنضال، كما عهدناه في كل المراحل".
وذكرت فى منشورها "مروان حاضر لتحقيق الوحدة الوطنية والحرية والكرامة والعودة، وهو الذي بلور وثيقة الأسرى، وحشد الدعم لها مع رفاقه القيادات في الأسر، وهو الذي وضع برنامجاً نضالياً يرتكز على المقاومة الشاملة، وهو الذى دافع ويدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة".
وأشارت إلى أن زوجها داخل السجن، قائد ومعلم وخارجه رمز وزعيم له مكانة وطنية وعربية ودولية فريدة، وأنهم يستندون على هذه المكانة، لإطلاق أكبر حملة دولية نصرة لحرية الأسرى والشعب الفلسطينى، موضحة أن حركة فتح تعى جيداً دور مروان ومكانته، ولذلك فى كل انتخابات وطنية ومحلية وجامعية تعلق صوره ويرفع اسمه، مضيفة أن إسرائيل تعى هى الأخرى مكانة زوجها، ولذلك اعتقلته.
ولفتت فدوى البرغوثى إلى أن نتنياهو هاجم انتخاب مروان البرغوثى لمركزية فتح بأعلى الأصوات، مبينة أن شرعية زوجها تأتى من إخلاصه وتجسيده لنهج نضالى، فهو وهب عمره من أجله يؤمن بحتمية النصر وجاهز للتضحية من أجله، فهو لم يقبل بأى منصب لم يتم انتخابه له والشعب الفلسطينى دائماً قابل الوفاء بالوفاء من رئاسة مجلس الطلبة فى بيرزيت إلى المجلس الثورى والوطنى والتشريعى واللجنة المركزية.
وطالبت فدوى حركة فتح بمراجعة جدية داخلية، فحركة حماس اختارت أسيرًا محررًا هو يحيى السنوار ليقودها فى غزة، وفى حين أمين عام الجبهة الشعبية، أحمد سعدات أيضًا يقبع فى زنازين الاحتلال الإسرائيلى، ورغم ذلك "تصر اللجنة المركزية وللأسف على أن مروان غائب، ولم يقدروا أن هذا سيسجل عليهم من أبناء شعبنا بأنهم انصاعوا لتهديدات نتنياهو، فمروان ليس غائباً بل هو الأكثر حضورًا يواجه الاحتلال كل يوم ويتقدم الصفوف، وهو رجل الكلمة والفعل، وعلى اللجنة المركزية أن تعمل على تكريس هذا الحضور والاستناد عليه، لا العكس، وذلك لتعزيز الحركة وبرنامجها النضالي ومكانتها وطنيًا ودوليًا، ودفاعًا عن أسرى الحرية واحترامًا لهم ولتضحياتهم ولدورهم".
وعقب إعلان اللجنة المركزية لنتائج اجتماعاتها التى عقدت مساء أمس سادت حالة من الغضب بين قيادات حركة فتح وشبابها، ووصفوا ما حدث مع البرغوثى هو بمثابة إقصاء من الرئيس الفلسطينى محمود عباس وذلك بسبب شعبية البرغوثى الكبيرة فى الأراضى المحتلة.
وتستغرب القيادات الشبابية الفتحاوية موقف اللجنة المركزية لحركة فتح من إقصاء مروان البرغوثى فى الوقت الذى أكد مراقبون على نية الرئيس أبو مازن الإنسحاب من المشهد السياسى تباعا خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعنى عدم وجود أى دور للبرغوثى فى مستقبل حركة فتح السياسى سوى النضال خلف السجون الإسرائيلية.
وحذرت إسرائيل على لسان أكثر من مسؤول من إعادة انتخاب مروان البرغوثى فى قيادة فتح باعتبار الحركة حزب السلطة ومسؤولة عن إدارتها، وقدمت تسهيلات كبيرة لتمكين أعضاء فتح من المشاركة فى المؤتمر السابع للحركة.
يذكر ان الاجتماع الذى جرى عقده مساء أمس فى مقر المقاطعة برام الله، اختار القيادى فى الحركة محمود العالول ليشغل منصب نائب رئيس الحركة، والقيادى فى الحركة جبريل الرجوب، ليشغل منصب أمين السر، لافتاً إلى أن الاجتماع لتوزيع المهام التى سيشغلها أعضاء اللجنة فى المرحلة المقبلة.
وأوضح أن المركزية اختارت جمال محيسن مفوضاً للتعبئة والتنظيم بالضفة الغربية، وأحمد حلس مفوض التعبئة والتنظيم فى غزة، وناصر القدوة مفوض الإعلام الثقافى والتعبئة الفكرية، تعيين روحى فتوح مفوضاً للعلاقات الدولية، وتوفيق الطيراوى مفوضاً للمنظمات الشعبية، ومحمد اشتية مفوضاً للمالية والاقتصادية، وسمير الرفاعى مفوضاً للأقاليم الخارجية، وعباس زكي عين مفوضاً للعلاقات العربية والصين الشعبية، وعزام الأحمد للعلاقات الوطنية، والحاج إسماعيل جبر مفوضاً للشؤون العسكرية، ومحمد المدنى مفوضاً للتواصل مع الداخل والمجتمع الإسرائيلى.