طالبت نساء سوريات، اليوم الخميس، بتناول مصير أقاربهن المعتقلين أو المفقودين خلال محادثات السلام التى تجرى برعاية الأمم المتحدة فى جنيف، على أمل أن يفضى ذلك إلى الإفراج عن سجناء.
والتقى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستافان دى ميستورا، بالسوريات، بعد أن التقى بوفدى الحكومة، والمعارضة، كلًا على حدة، فى بداية أول جولة تفاوض منذ ما يقرب من عام.
وقال دى ميستورا، للصحفيين، "إنهن يرسلن إلى -ومن خلالى للجميع- رسالة مفادها أن علينا ونحن نتحدث عن مستقبل سوريا، ألا ننسى من لايزالون إما معتقلين أو مفقودين."
وتابع "هناك آلاف وآلاف من الأمهات والزوجات والبنات اللائى يأملن فى أن يكون هذا الجانب على الأقل من بين فوائد أى تفاوض، يمكنكن أن تتأكدن أننا سنطرح دومًا ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين."
ثم قرأت النساء، بيانًا مشتركًا، قلن فيه "نحن كأسر نطالب بالإفراج الفورى عن ذوينا المعتقلين بصورة غير قانونية"، فيما وضعت صور عشرات السجناء على الأرض بجوار ورود حمراء أمام مقر الأمم المتحدة، فى جنيف.
وقالت نورا غازى، لـ"رويترز"، "أنا متزوجة لكن من معتقلـ اعتقل قبل أسبوعين من زفافنا فى 15 مارس 2012، وبعد عشرة أشهر، نقل إلى سجن "عدرا" فى دمشق، وتزوجنا فى السجن."
وأضافت أنها واظبت على زيارة زوجها "باسل خرطبيل"، كل أسبوع لمدة تقارب الثلاث سنوات، قبل أن ينقل إلى "مكان غير معلوم" فى أكتوبر 2015.
وقالت "سرت شائعة أنه حكم عليه بالإعدام، ولا أعلم شيئا"، و"نورا غازى"، محامية فى مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، ووصفت زوجها بأنه "ناشط سلمى".
فيما قالت فدوى محمود، وهى معارضة تبلغ من العمر 63 عامًا، "لجأت إلى برلين فى 2015، بعد أن قضيت ثلاث سنوات وأنا أبحث عن زوجى "عبد العزيز الخير"، رئيس حزب العمل الشيوعى المحظور، وابنى "ماهر طحان"، اللذان اعتقلا قرب مطار دمشق، مضيفه "أنا كل يوم ببكي".
وتابعت "سأظل اشتغل لهذا الملف طالما فى معتقل بسوريا، وليس فقط بعد خروج ابنى ولا زوجى، أنا بخلص، لأ، أنا يعنينى كل معتقلين سوريا لحتى يطلعوا"، وكانت سجنت "فدوى"، فى عهد حافظ الأسد.
ومن جهته، قال فضل عبد الغنى، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن من المعتقد أن 92 ألف شخص رهن الاحتجاز من بينهم أربعة آلاف امرأة و2500 طفل.
وقال لـ"رويترز"، "هذه استراتيجية من بهدف تدمير المجتمع"، مضيفًا أن قوات تنظيم "داعش"، تحتجز نحو ثمانية آلاف سجين، فيما تحتجز المجموعات التى تقاتل تحت راية الجيش السورى الحر، نحو 2400 شخص، وجبهة فتح الشام التى كانت تعرف فيما مضى باسم جبهة النصرة نحو 500 محتجز، وحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى نحو 1600.
وقال "علينا أن نجد وسيلة للتعامل مع تلك القضايا الهامة حتى يتسنى لنا تحقيق نتيجة ما خلال المفاوضات السياسية".