أكد مفكرون وساسة فلسطينيون ومصريون التمسك بالمبادرة العربية دون تغيير أو تعديل أو تطوير كأساس لإقامة السلام العادل والدائم بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل قائم على مبدأ حل الدولتين فى إطار زمنى محدد .
وأكد المفكرون فى ملتقى الحوار الثالث الذى نظمته مؤسسة ياسر عرفات مساء اليوم، بالتعاون مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة تحت عنوان "الإدارة الأمريكية الجديدة التحديات عربيا وفلسطينيا " وأداره عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الأسبق ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عرفات - على ضرورة خروج القمة العربية بموقف عربى موحد بشأن القضية الفلسطينية قائم على قرارات الشرعية الدولية .
وفى السياق ذاته، قال أحمد الطيبى نائب رئيس الكنيست الإسرائيلى، " لا يستطيع أحد أن يدعى أنه يعرف موقف الإدارة الأمريكية الجديد ، فأنا من مؤيدى حل الدولتين ومازلت أعتقد أن هذا هو الحل البرجماتى وهو الحل الممكن، وحل الدولة الواحدة هو الحل العادل.
وتابع الطيبى قائلا:- "إن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية ، فلا يوجد وزير إسرائيلى وعلى راسهم نتنياهو يوافق على دولة فلسطينية ،فنتنياهو يقول دائما نوافق على دولة منزوعة السلاح أو دولة ناقصة ، نتنياهو يريد تطبيق السلام مع العرب أولا ثم بعد ذلك يأتى الحل"،لافتا أن إسرائيل تحكمها ثلاث وجوه وأنظمة "ديمقراطية إثنية يهودية ، ونظام تميز عنصرى ، واحتلال " وإسرائيل تسوق نفسها فى النظام الدولى على انها ديموقراطية ولكننا يجب أن نسوقها بالأوجه الثلاثة أمام العالم.
ومن جانبه، قال غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت فى ضوء المعطيات الجديدة ووصول دونالد ترامب للسلطة فى الولايات المتحدة.. أرى عدم إمكانية الوصول إلى حل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية عن طريق المفاوضات فى الوقت الراهن والفترة القادمة بسبب سياسة الأمر الواقع الذى نعيشه والتى صنعت واسرائيل من خلال التفاوض .
وأضاف أن فرض سياسة الأمر الواقع سيستمر الى فترة طويلة وهذا يملى علينا كعرب وفلسطينيين أن نفكر جديا فى المستقبل فلا يعد بالإمكان المراهنة على المفوضات ولكن يجب المراهنة على المؤسسات الدولية فهى المعنية بتنفيذ القانون وحتى يكون هذا الخيار اكسر جدية يجب أن يكون هناك مقاربة بين الدبلوماسية الدولية والدبلوماسية الشعبية ، التى تسعى إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ويجب أن تتكامل السياسية الفلسطينية والعربية مع هذه السياسة المستمدة من القانون الدولى والتى تتميز باستخدام الأساليب السلمية والحضارية وإذا يعطى لنا متسع للعمل بشكل متكامل.
وعلى الوضع الداخلى، قال غسان، يجب أن تكون سياسة الداخلية ذاتية قائمة على النفس الطويل وعلى العوامل الذاتية الفلسطينية على أساس إنهاء الانقسام وبناء جيل من جديد يستطيع مواجهة هذه التحديات.
وبدوره، قال حسام زكى الأمين العام المساعد بالجامعة العربية.. يحب على الدول العربية الوقوف جماعيا والعمل مع كافة الأطراف سواء أوربا أو روسيا أو الولايات المتحدة بشكل جماعى فالمواقف الأمريكية به قدر كبير من عدم الرؤيا على مستوى القيادة وربما على المستوى الأقل، الرؤية الأمريكية كما هى تعمل بما كان فى السابق لكن التغيير الراديكالى فى السياسة الخارجية لم يتم حتى هذه اللحظة.
وأضاف أنه يجب النظر إلى القضية الفلسطينية من منظور القضايا المحيطة بالعالم العربى وفى مقدمتها الاتفاق الإيرانى الأمريكى والتدخل الروسى فى الشأن العربى مؤكدا رفض الجامعة العربية الممارسات الإسرائيلية المنهجية ضد الأرض والشعب الفلسطينى ورأى أن صانع السياسة العربى عليه تحقيق توازن بين علاقاته الثنائية مع واشنطن والحديث عن القضية الفلسطينية وهو الأمر الذى يتطلب جهد كبير ولكن لن تتراجع القضية فى سلم الأولويات العربية .
وأوضح الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، أنه من الضرورى وضع القضية الفلسطينية فى حزمة القضايا الدولية حتى يهتم بها الجانب الأمريكى.
ومن جانبه، قال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن القمة العربية القادمة فى الأردن يحب أن تخرج بموقف عربى موحد بشأن القضية الفلسطينية، ويجب أن تؤكد على أننا لا يمكن أن نقبل بتغيير المبادرة المبادرة العربية للسلام ويجب أن تؤكد على القرارات العربية السابقة خاصة إقامة الدولة على حدود عام 67 ، ووقف الاستيطان والتأكيد على القرارات المتعلقة بالقدس ومحاربة الإرهاب.
ولفت إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر فى كل الأمور التى تهدف إلى تدمير القضية الفلسطينية فلن يقوم لنا قائما فى مواجهة التحديات ، فلا دولة بدون قطاع غزة ولا دولة بدون سلاح شرعى واحد ولا يجب أن يكون هناك تعدد للسلطات على حركة حماس أنها الانقلاب والتقيد ببرنامج منظمة التحرير وهذا يفتح الأبواب للشراكة الكاملة.
ومن جانبه، قال عمرو موسى هناك حديث يدور عن الحل الإقليمى وهذا مرفوض ولا يمكن أبدا القبول به وقال أن المبادرة العربية هى الطريق لحل النزاع العربى الإسرائيلى ونقبل بأى تغيير أو تطوير أو تعديل للمبادرة العربية، وحل الدولتين رغم صعوبة الأمر هو الموقف العربى ولا تنازل عنه ويجب تفعيله فى إطار زمنى محدد عن طريق المحافل الدولية المختصة بالسلام وما وقفنا الآن هو حل الدولتين ولا تتنازل عنه والحل الإقليمى مرفوض .