شرعت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها والسلطات الصحية العراقية المحلية فى وضع خطة الاستجابة لحالات الطوارئ لتوفير العلاج الآمن للرجال والنساء والأطفال الذين قد يكونون تعرضوا للمواد الكيميائية الشديدة السمية بعد تعرض سكان شرقى الموصل لقصف من قبل تنظيم داعش الإرهابى بقذائف تحوى مواد كيماوية.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامى) فى بيان صحفى اليوم السبت، أنه منذ أول مارس الجارى، ووفقاً للسلطات المحلية، فإن إحدى مستشفيات الإحالة فى أربيل استقبلت 12 مصابا بينهم نساء وأطفال، يعانون من أعراض تنفسية ومن تقرحات جلدية بشكل أو حويصلات صغيرة.
وكانت العلامات لدى 4 من هؤلاء المرضى شديدة تشير إلى التعرض لمادة كيماوية تسبب الاندفاعات الجلدية بشكل نفطات أو حويصلات صغيرة.
وتواصل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها العمل مع السلطات الصحية فى أربيل لتوفير الدعم فى التدبير العلاجى لهؤلاء المصابين.
وأشارت إلى أنه منذ بداية الأزمة فى الموصل، عملت منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية المحلية على اتخاذ خطوات ملموسة لضمان الاستعداد لمواجه احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية.
وفى سياق خطة الطوارئ لمواجهة استخدام الأسلحة الكيماوية .. قام الخبراء من منظمة الصحة العالمية بتدريب أكثر من 120 طبيباً ووفرت المنظمة لهم المعدات اللازمة لتطهير المرضى بأمان وتحقيق الاستقرار لحالاتهم قبل إحالتهم إلى المستشفيات التى تم تحديدها مسبقاً لتقديم المزيد من الرعاية لهم.
وقد تم فى جميع المستشفيات الميدانية بناء مرافق ميدانية لتطهير المرضى الذين تعرضوا للتلوث بعوامل من الأسلحة الكيميائية ولتحقيق الاستقرار لحالاتهم، ويترافق ذلك مع وجود نُظُم الإحالة إلى المستشفيات التى تم تحديدها مسبقاً.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ لاستخدام الأسلحة الكيماوية فى الموصل، حيث يعانى المدنيون الأبرياء بالفعل معاناة لا يمكن تصورها نتيجة للصراع المستمر .. وقالت أن استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب، وهو أمر محظور فى سلسلة من المعاهدات الدولية، منها إعلان لاهاى حول الغازات الخانقة، وبروتوكول جنيف لعام 1925، واتفاقية الأسلحة الكيماوية، ودستور المحكمة الجنائية الدولية.