افتتحت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية ومديرية الصحة فى محافظة نينوى مستشفى "عذبة" جنوب غربى الموصل الميدانى للمصابين، استجابة للانخفاض الشديد فى توافر القدرات الطبية اللازمة لمعالجة الإصابات الوخيمة الناجمة عن الصراع الدائر فى نينوى شمالى العراق فى ظل تزايد الإصابات بين المدنيين.
وذكر بيان صحفى لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامى" اليوم الأربعاء، أن المستشفى فى "عذبة" على بعد 15 كيلومترا من الخطوط الأمامية لقتال القوات المسلحة العراقية لتنظيم داعش الإرهابى غربى الموصل، ويضم غرفتين للعمليات الجراحية و56 سريراً ويقوم على رعاية المصابين حتى يتم تحقيق الاستقرار لحالاتهم وتقديم العلاج اللازم إلى جانب الرعاية الجراحية للولادة والطوارىء، ومن المتوقع أن تزداد سعة المستشفى خلال الأيام القليلة المقبلة بإضافة غرفة عمليات ثالثة و20 سريرا لخدمات الطوارىء فى رعاية التوليد بدعم من منظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأشار إلى أنه تم خلال الأيام القليلة الماضية معالجة 36 مريضاً بينهم 30 مدنياً، كان 39% من مجمل الحالات من النساء، و53% منهم من الأطفال دون سن 15 عاماً.. ويدير المستشفى منظمة "أسبين ميديكال"، وهى من المنظمات الشريكة لمنظمة الصحة العالمية فى تنفيذ الأعمال، ويعتبر المستشفى جزءاً من خطة أوسع نطاقاً لتقديم الرعاية الطبية الرفيعة المستوى للمصابين.
ومن المتوقع أن يتم افتتاح مستشفى ميدانى ثانٍ لمعالجة المصابين فى ناحية "حمام العليل" جنوبى الموصل، ستكون سعته مشابهة لمستشفى "عذبة"، ومن المتوقع أن يكون افتتاحه جزءاً من مبادرة للشراكة التى تجمع بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية الفيدرالية ومديرية الصحة فى محافظة نينوى ومنظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفى ضوء الاحتياجات الصحية الضخمة فى مجال الإصابات، تقدمت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها فى العمل الصحى بخطة للاستجابة الإنسانية لعام 2017، وبنداء عاجل للحصول على 110 ملايين دولار أمريكى وهو مبلغ المنظمة فى حاجة ماسة إليه لدعم 6.2 مليون شخص فى العراق، وتصل الفجوة التمويلية الحالية إلى 85%، ما يحدّ من حصول ملايين الأشخاص على خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة، ويعرض المرضى المصابين والذين لا يتلقون العلاج لمخاطر الإصابة بإعاقات جسدية ونفسية ترافقهم طيلة حياتهم.
وكان مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أعرب عن أسفه أمس/الثلاثاء/ إزاء الخسائر الجسيمة فى أرواح المدنيين فى غرب الموصل خلال الأيام الأخيرة، والذين وقعوا ضحايا أعمال ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى ونتيجة لغارات جوية..وقال:" لا يزال العثور على جثث الضحايا مستمراً فى المبانى حيث احتجز تنظيم داعش مدنيين كدروع بشرية لقوا حتفهم فيما بعد نتيجة غارات جوية، فضلاً عن عبوات ناسفة زرعها داعش فى المبانى ذاتها.