بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب 1967، أطلقت عدة حركات ومجموعات يسارية إسرائيلية ومنظمات سلام، تحالف يجمع تنظيمات السلام وأحزاب اليسار، دعا إليه حركة "نقف معا"، وأطلقت أول فاعلياتها أمس السبت، ضد استمرار الاحتلال للمناطق الفلسطينية.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن حوالى 2000 ناشط يسارى، نظموا فى مدينة القدس المحتلة مظاهرة تلبية لدعوة وجهها التحالف فى نهاية الأسبوع الماضى، والذى كتب فى بيانه: "إن حركات السلام الإسرائيلية تخرج الى شوارع القدس فى مسيرة احتجاجية ضد السيطرة الإسرائيلية المتواصلة على المناطق، وبشكل خاص القدس الشرقية، ومن أجل حل سلمى وعادل للشعبين".
وأضاف البيان: "فى الفترة التى يصل فيها الاحتلال الى سنته الخمسين، وتتزايد الأصوات المؤيدة للضم، قررت حركات السلام الإسرائيلية الخروج الى شوارع القدس – المدينة التى يغطى الاعلان عن وحدتها على السلب والاحتلال – وبدء حملة احتجاج ستبدأ من السبت وتستمر لعدة أيام".
وانطلقت المسيرة من حديقة الحصان فى مركز المدينة المحتلة باتجاه البلدة القديمة، واقيم المهرجان الرئيسى فى ساحة "بوابة يافا، حيث تحدث نواب حركة ميرتس فى الكنيست زهافا جلؤون وايلان جلؤون وتمار زاندبرج وعيساوى فريج، بالإضافة الى المدير العام لحركة "سلام الان" ابى بوسكيلا، والمديرة العامة لحركة "يكسرون الصمت" يولى نوفاك، والنائبين عايدة توما سليمان ودوف حنين من القائمة العربية المشتركة بالكنيست، ورئيس اللجنة الشعبية فى العيسوية محمد ابو حمص، كما شارك فى المظاهرة العشرات من السكان العرب بحى سلوان فى القدس.
وقالت النائب جلؤون: "لا يمكن مواصلة ادارة الصراع مع الفلسطينيين على نار هادئة، لأن هذه النار تتواجد على برميل متفجرات، عملية الطعن التى وقعت فى المدينة اليوم، تكشف الهذيان بأنه يمكن احتجاز شعب بأكمله من دون حقوق وسيادة، ودون ان يتحول يأس هؤلاء الناس الذين ندوسهم يوميا الى كراهية وعنف مرعبين".
ودعا ابو حمص "كل من يؤمن بالشعب الفلسطينى للوقوف ضد الحكومة العنصرية الإسرائيلية، وعلى اليسار التجند والمساعدة والخروج الى الشوارع مطالبا بالتغيير".
وقالت يولى نوفاك من حركة "يكسرون الصمت" : "كل يوم يمر دون ان نوحد كل القوى الضخمة الكامنة فى هذا المجتمع – من كل الأطياف والطوائف والتنظيمات – هو يوم آخر يتعزز فيه ايمان النظام المحتل والقومى بأنه لن يردعه أى شيء".
فيما قال بوسكيلا من حركة "سلام الآن": "حكومة اليمين تريد تأجيج الكراهية لأنها تخاف، انهم يعرفون بأننا سننتصر، كلنا، اليهود والفلسطينيين، المقدسيين والتل ابيبيين، الشرقيين والغربيين، الأثيوبيين والروس، الرجال والنساء.. كلنا سننتصر معا".
ووصفت النائبة بالكنيست حنين المظاهرة بأنها "مظاهرة قوة كبيرة لكل رجال السلام فى القدس. هذه بداية حملة احتجاج ستتواصل فى مدن اخرى وفى اماكن اخرى خلال الأشهر القريبة، لكى نظهر بأننا لم نتنازل عن السلام الاسرائيلى – الفلسطينى، الذى يعتبر المفتاح لمستقبل الشعبين فى هذه البلاد".
وردا على العملية التى وقعت فى القدس، امس السبت، قال ايتمار ابنيري، احد المنظمين: "اليوم فقط تلقينا تذكيرا مؤلما بثمن الاحتلال. نبعث بتمنيات الشفاء العاجل للجرحى ونأمل بأن لا نرى احداث مماثلة والمزيد من الخوف فى شوارع المدينة، يجب وضع حد لهذا".