حملت الأحزاب السياسية السودانية، أجهزة أمن النظام الحاكم فى السودان مسئولية تصاعد الأحداث بين قبيلتى الحمر والكبابيش بولاية غرب كردفان، التى تشهد قتالا بين الطرفين على خلفية سرقة ماشية، وتجاوزت حصيلة القتلى أكثر من أربعين قتيلا.
وقال حزب الأمة القومى فى بيان أصدره مساء أمس، إن ما يجرى بين قبيلتى الحمر والكبابيش بولاية غرب كردفان من أحداث دامية، وتصرفات مؤسفة تزداد ضحاياها بوتيرة متصاعدة، ومهما كانت أسباب هذا الاقتتال فإنه مُقلق ومرفوض ومدان، ومنذ ورود النبأ انتظمت جهود مؤسسات الحزب وقياداته على عدة مسارات لحل الأزمة وصون دماء السودانيين.
وتابع: الحزب إذ يعبر عن حزنه وألمه الشديدين لهذه الأحداث المؤسفة التى راح ضحيتها عدد من القتلى، يؤكد بأن المسئول الأول عن هذه الأحداث واستمرار الاقتتال هو النظام الذى عمل على نشر السلاح بصورة كبيرة بين المواطنين، وتخلى عن مسئوليته فى حماية المواطنين، وأصبح يشاهد الإستخدام المفرط للسلاح وتداعيات ذلك الإستخدام من قتل عشوائى وتبدل وسائل إدارة الخلاف من التعايش إلى العنف، وكأن الأمر لا يعنيه، وقد سبق أن حذر حزبنا مرارا من سياسات النظام واثارته للفتن لأنه يقتات على التفرقة بين الناس ويعيش على الدم.
وإزاء هذا الأحداث فإن حزب الأمة القومى يضع روشتة من 5 بنود لإحتواء أزمة القتال بين أبناء الشعب السودانى.
أولاً: نناشد أهلنا الحمر وأهلنا الكبابيش أن يوقفوا هذا الإقتتال المدمر، ونؤكد أن ما نحتاجه فى هذه اللحظة الراهنة هو الإستماع إلى صوت العقل، والرجوع لفضيلة الحق، وسد مداخل الفتنة، والسمو فوق الجراح، ونذكر بالوشائج التاريخية بين القبيلتين.
وثانياً: على النظام ان يتحمل مسئوليته بإتخاذ حزمة من القرارات الجريئة التى من شأنها أن توقف الاقتتال، وأن تعيد الأمور إلى نصابها، ومحاسبة الجهات المسئولة لتقاعسها عن أداء واجبها.
ثالثاً: الواجب الذى لا يقبل التأجيل اجراء تحقيق شفاف من قبل لجنة قومية مستقلة بشأن ما جرى وإعلانه على الشعب، وتقديم من تسببوا فى هذه الأحداث الى القضاء، وذلك منعا لأى تصرفات يمكن أن تزج بالمجتمع بأسره فى اقتتال عبثى.
رابعاً: أعلن الحزب عن مشروع المصالحات القبلية، وسوف يسعى إلى المساعدة فى تضميد الجراح واحتواء هذه الأحداث بالتواصل مع الإدارات الأهلية والأعيان فى المنطقة.
خامسا: يدعو الحزب كل القوى السياسية والمجتمع المدنى والإدارة الاهلية إلى إعلان موقف وطنى شامل من العنف وأطرافه والمتسببين فيه والداعيين اليه، كمدخل للتعايش السلمى وتقوية النسيج الإجتماعى.
من جانبه دعا حزب المؤتمر السودانى، الأجهزة الشرطية و الأمنية و المؤسسات العدلية للتدخل و ترك دور المتفرج فى النزاع بين قبيلتى الحمر و الكبابيش فى ولاية غرب كردفان.
وحمل البيان أجهزة أمن النظام الحاكم فى السودان مسئولية تصاعد الأحداث، داعياً الحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية ومؤسساتها العدلية بترك دور المتفرج والقيام بدورها فى حفظ الأمن والسلم و بذل الجهد من أجل إيقاف ازهاق الأرواح عبر تدابير تحقق العدالة بين الأطراف المتنازعة.
وقال البيان: تابعنا بكل أسف وقلق بالغين الأحداث الدموية المؤسفة بين أهلنا فى قبيلتى الحمر والكبابيش فى ولاية غرب كردفان والأرواح التى أزهقت بين الجانبين
وتابع البيان "فى وقتٍ التزمت فيه أجهزة أمن النظام موقع المتفرج على الأحداث وهى تتناسل وتصل إلى مرحلة الحرب الكاملة مهددةً النسيج الإجتماعى الهش والسلم الأهلى بين مواطنين تمايزوا بالمواطنة الصالحة و التعايش السلمى لقرونٍ طويلة على هذه الأرض".
وناشد الحزب الأطراف المتنازعة بوقف القتال فوراً وحقن الدماء، و دعا قيادات القبيلتين إلى ابتدار مواقف شجاعة تعلى قيم السلام والطمأنينة و تضع جانباً السلاح والانخراط الفورى فى صلحٍ أهلى يعيد الأمور إلى نصابها.