كشفت أوساط دبلوماسية فى لبنان عن أن هناك تحركات جدية فى الداخل اللبنانى من قبل الأطراف اللبنانية بالتعاون مع جهات أوروبية لتعديل "إتفاق الطائف"، والذى تم بوساطة سعودية وضم كافة الأطراف اللبنانية فى العام 1989، والذى أنهى الحرب الأهلية اللبنانية بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على اندلاعها وأرسى قواعد الحكم وتقاسم السلطة فى لبنان.
وقالت صحيفة الديار اللبنانية أنه وفقا لأوساط دبلوماسية مطلعه سمع رئيس الحكومة سعد الحريرى خلال زيارته الأخيرة للرياض كلاما ملفتا حول قلق المملكة على اتفاق الطائف، على الرغم من «تطمينات» الرئيس ميشال عون فى زيارته الأخيرة.
وأشارت المصادر للصحيفة أن اللقاءات بالمسئولين فى السعودية شهدت اهتماما بالوضع اللبنانى والاطلاع على اسباب عدم النجاح فى انجاز قانون انتخابات جديد حتى الآن، وأبلغت الرياض الحريرى أن هناك معلومات مقلقة من جهات اوروبية تحدثت صراحة عن ضرورة تعزيز دور المسيحيين فى النظام السياسى اللبنانى، وعن وجوب اتخاذ اجراءات دستورية لطمأنتهم، وهو ما يرى فيه السعوديون محاولة «جس نبض» لتعديل اتفاق الطائف.
وأضافت الصحيفة اللبنانية أن الجهات الداعمة لهذا التوجه ترى ان المسيحيين فى لبنان لديهم فرصة سانحة اليوم فى ظل التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطنى الحر، لتحقيق ذلك، مستغلين حالة الوهن فى العالم العربى السنى وعدم رغبة المكون الشيعى بالدخول فى مواجهة تحد من رغباتهم، لإعادة استرداد ما خسروه من صلاحيات بعد انتهاء الحرب.
هذا الكلام الأوروبى يجد فى بيروت الكثير من المعطيات الملموسة التى تشير إلى واقعيته حيث اتخذت كافة الصيغ التى تم طرحها مؤخرا بعدا طائفيا خاصة القانون الأخير الذى طرحه رئيس التيار الوطنى الحر ووزير الخارجية جبران باسيل والذى منح الطائفة المسيحية رئاسة مجلس الشيوخ.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير المهجرين طلال أرسلان مؤخرا والتى طرح خلالها مجددا فكرة عقد مؤتمر تأسيسى، وهى التصريحات التى أثارت الشكوك حول الخلفيات من وراء طرحه.