قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن السلطان قابوس، سلطان عمان الذى لم ينجب، والذى استخدم الثروة النفطية لبناء دولة ذات مكانة استراتيجية، وجعلها لاعب عربى خليجى مهم، قام بوضع انتقال سرى للحكم فى محاولة لضمان الاستقرار فى البلاد، ولو فترة قصيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطان قابوس هو رئيس وزراء هذه الدولة الغنية، ووزير خارجيتها ووزير دفاعها ورئيس الدولة والقائد العام، ومع اقترابه من سن السادسة والسبعين، تحول الانتباه بشكل طبيعى نحو من سيخلفه فى حكم البلاد، لكن هناك مشكلة أن لا أحد يعرف من سيكون خليفته.
وتوضح الصحيفة، أن استقرار عمان أمر مهم للمنطقة، بسبب موقع البلاد على طرف الخليج وعبر مضيق هرمز من إيران، وتتشارك الدولتان فى السيطرة على الممر المائى الحيوى الذى يمر من خلاله 20% من إمدادات النفط فى العالم.
ويعترف الدبلوماسيون الأجانب فى العاصمة العمانية مسقط، أن مضيق هرمز ربما يكون الجائزة الأكبر فى الصراع بين السعودية وإيران، وربما يكون مصدر الصراع القادم لو خسرت عمان التوزان الدبلوماسى الحساس بين القوتين الإقليمتين.
وأكدت الصحيفة، أن السلطان قابوس، الذى صعد إلى الحكم فى انقلاب أبيض بعد عقود من الاضطرابات والانقلابات داخل القصر، سعى طول حكمه المستمر منذ خمسة عقود تقريبًا إلى تحقيق الاستقرار فوق أى شىء آخر. ولمنع مؤامرات القصر الداخلية والتدخل الخارجى من قبل القوى الإقليمية أو الاقتتال الداخلى بين القبائل العمانية، وأبقى قابوس خطط الخلافة غامضة.. وقال المحللون والمراقبون، إن المتاهة المعقدة من السرية التى تحيط بعملية الخلافة، والتى تشمل مجلس انتخاب عائلة هدفها ضمان أن ينقل الاستقرار كجزء من إرثه.
ويتفق الجميع على أن السلطان القادم، لكى ينجح، أمامه مهمة للفوز برأى عام لم يعرف سوى قابوس واستفاد منه، وسيكون الأمر الأكثر تحديًا إدارة اقتصاد عمان المعتمد على النفط مستقبلا، ومنع الاضطراب الاجتماعى الذى يخشى البعض أنه سيصاحب لا محالة تراجع عائدات النفط.