قبل أسبوعان على انطلاق الانتخابات التشريعية الجزائرية أطلق جمال ولد عباس أمين عام جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم فى الجزائر، تصريحات أثارت عاصفة من الغضب فى الأوساط السياسية، حيث أكد "إن الحزب سيحكم البلاد لمدة قرن آخر على الأقل".
وجاءت تصريحات الأمين العام حسب صحيفة “الشروق” الجزائرية أثناء تجمع انتخابى فى مدينة سطيف حيث قال "صحيح، لن نكون من الأحياء لكن الحزب سيبقى فى سدة الحكم، فهو حررالبلاد وهو الذى يبنيها دون أن يقصى الجيل الجديد الذى سيسلم له المشعل لكن مع البقاء كمراقبين له حتى يحافظ على الأمانة”.
وعلقت الصحيفة الجزائرية على تصريحات الأمين العام للجبهة بأنه بدا فى المؤتمر واثقا من فوز الحزب بكل الاستحقاقات وبقائه فى الحكم لمائة عام مقبلة، فى حين يهيمن حزب جبهة التحرير الوطنى على الحياة السياسية فى الجزائر، منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962.
وجدد ولد عباس تمسك الحزب ببرنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قائلا: "الرئيس بوتفليقة صانع التاريخ والنضال والبناء والتشييد"، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستكون "شفافة وديمقراطية وستحترم فيها كل الأصوات".
التصريحات أثارت غضب الأحزاب السياسية المشاركة فى التشريعيات القادمة، التى انتقدت ولد عباس، بتصريحات وصلت الى حد التلاسن، حيث طالبته بالكف عن تصريحاته "المستفزة" التى خرجت عن طابع الحملة الانتخابية، وباتت "تستخف بالشعب الجزائرى ورصيده الثورى والتحرري".
وقال رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، فى تصيحات نقلتها الشروق الجزائرية اليوم السبت إن ولد عباس "أصابه الخَرف" وأضحى لا يعرف ما يقول إلى درجة الاستخفاف بالجزائريين، وأضاف: "هذا الرجل يتحدث وكأن الجزائريين ليس لهم كلمة، مع تكريس النظرة الاستعمارية بدل التعامل معهم كشعب متحرر".
من جهته، دعا محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة، الأمين العام للحزب الحاكم، العودة إلى رشده، مضيفا "تكهن الرجل بحكم البلاد لمدة 100 سنة أخرى، خارج عن المعقول"، "هم الطرف الأساسى فى العزوف ونحن ندفع ثمن هذا الفشل، لكن آن الأوان لاسترجاع رُشدهم ويتركوا المجال للكفاءات الشابة".
بالمقابل، رفض التجمع الوطنى الديمقراطى التعليق على تصريحات الحزب الثانى فى الجزائر، بداعى أن كلام ولد عباس، لا يستحق التعليق، وقال شهاب صديق مرشح قائمة العاصمة: "ربى يطول فى عمرو.. لكن نحن نعلق على التصريحات التى تستحق، أما تلك التى ليس لها معنى فنتركها لصاحبها".