أصدرت لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومى المعتمد فى جلسة البرلمان العربى الخامسة من دور الإنعقاد الأول للفصل التشريعى الثانى اليوم الأثنين بيان أكدت فيه على رفض البرلمان لجميع السياسات والمخططات والممارسات التى يقوم بها الإحتلال الصهيونى من تقويض لخيار حل الدولتين وتهويد للمقدسات ، ويدعو إلى إقرار خطة عربية عاجلة لمواجهة هذه الممارسات وإفشالها .
وفى مناسبة يوم الأسير الفلسطينى تؤكد اللجنة على أنه فى الوقت الذى تواصل فيه اسرائيل احتلال اراضى دولة فلسطين منذ الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس تستمر فى اعتداءاتها المتواصلة على الشعب الفلسطينى الذى يناضل من أجل حريته واستقلاله بمختلف الاشكال والاساليب من اعمال قتل واعتقال ومصادرة الاراضى ومحاولة تغير البنية الديمغرافيه وخاصة فى القدس وتشدد من اجراءاتها العقابية بحق المعتقلين الفلسطنيين بشكل مخالف لكل الاعراف والقوانين وحقوق الانسان كالاستمرار بالاعتقال الادارى واعتقال مئات الاطفال والنساء وحرمانهم من ابسط حقوقهم.
وأكد البرلمان العربى ادانته الشديدة لممارسات الاحتلال بحق الاسرى ويناشد كافه البرلمانيين فى العالم ومنظماتهم الوطنية والاقليمية واتحاد البرلمان الدولى والسكرتير العام للامم المتحدة ومنظماتها المختصة باتخاذ الاجراءات المستعجلة لوضع حد لمعاناة الاسرى الفلسطنيين والضغط على اسرائيل لاجبارها على الالتزام بالقوانين المعمول بها فى معاملة الاسرى الفلسطنيين ، وارسال لجان تقصى الحقائق الى اسرائيل من اجل ذلك والعمل على اطلاق سراحهم وتأمين حريتهم على طريق انهاء الاحتلال واحلال السلام الدائم والعادل وفق قرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
وفيما يخص سوريا أكد البرلمان على أهمية الحل السياسى للمسألة السورية وضرورة تعبئة الجهود الإقليمية والدولية لدعم هذا المنحى، كما أدان بكل قوة جرائم قتل الشعب السورى وتهجيره من أرضه ويقف بشكل خاص أمام العودة لإستعمال الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السورى ، ويعد ذلك جريمة إبادة ويدعو لمعاقبة مرتكبيها .
كما ندد بالجريمة الإرهابية التى قامت بها النصرة وداعش واحرار الشام والتى استهدفت النازحين من المدنيين العزل الخارجين من منطقة " الفوعا وكفريا " والتى ذهب ضحيتها عدد كبير من المواطنين والأطفال، ودعا إلى سرعة إيصال المساعدات من قبل المنظمات الدولية والإنسانية إلى المناطق المحاصرة ، ويستنكر تكرار الإستهداف الإسرائيلى لسوريا بضربات جوية ويعده إعتداءً آثماً على الشعب والأراضى العربية .
وفيما يخص الأردن أدان البرلمان العربى التصريحات الأخيرة غير المسئولة لرئيس النظام السورى التى استهدفت وحدة وقوة وتماسك الشعب الأردنى وإلتفافه حول قيادته ، ويعتبر هذه التصريحات ضرباً من التغطية على جرائم إبادة شعبه بشتى أنواع الأسلحة .
وحول اليمن جدد البرلمان العربى تأكيد دعمه للشرعية الدستورية بالجمهورية اليمنية ممثلةً فى الرئيس عبد ربه منصور هادى ، كما يؤكد دعمه لما تقوم به قوات التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية للدفاع عن الشرعية فى اليمن، مؤكدا دعمه لمساعى تحقيق السلام فى عموم اليمن على أساس المرجعيات الثلاث ( المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى وقرارات الأمم المتحدة خاصة القرار 2216 ) .
وفى ليبيا أكد البرلمان العربى متابعته لتطورات الموقف السياسى فى ليبيا ، وحرصه على ضرورة وحدة ليبيا وسلامة أراضيها واستقلالها السياسى ويجدد رفضه التدخل فى شأنها الداخلى ، كما يدعم جهود آلية دول الجوار الليبى والتنسيق بين جهود الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية لتشجيع الحوار بين الأطراف وفقاً لإتفاق الصخيرات فى ديسمبر 2015م كإطار عام للحل السياسى للأزمة الليبية .
وأكد أهمية التشاور والتعاون بين الأطراف الليبية من خلال آلية دول الجوار والإلتزام بالحوار الشامل بين جميع الأطراف ونبذ العنف وصولاً للمصالحة الوطنية الشاملة فى ليبيا ، حفاظاً على مؤسسات الدولة الليبية الشرعية ووحدتها ، وأعلن مساندة مؤسسات دولة ليبيا الشرعية فى التعامل مع المهددات الأمنية التى تواجهها ، ويؤكد فى هذا الصدد ضرورة دعم الجيش الوطنى الليبى ورفع الحظر على تسليحه ودعمه فى حربه على الارهاب .
ويتابع البرلمان العربى بترحيب واهتمام، الإنجازات المتتالية التى تحققها الجزائر فى سبيل تعزيز امنها واستقرارها من خلال التحضير لمرحلة جديدة من المسار الديمقراطى الذى تستكمل به بناء دولة الحق والقانون، متمثلة فى تنظيم الانتخابات التشريعية المقررة فى الرابع من مايو 2017 ، ودعا كافة الشعب الجزائرى للمساهمة فى إنجاح هذا الاستحقاق الوطنى الهام، من أجل استثمار المكاسب الوطنية المحققة بفضل مبادرات فعالة، على غرار التعديلات الدستورية المصادق عليها من طرف البرلمان الجزائري، وثمن حرص الدولة الجزائرية على ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات من خلال انشاء هيئة وطنية مستقلة لمراقبة الانتخابات.
وبشأن السودان ثمن البرلمان العربى مجهودات السودان لإنفاذ مخرجات الحوار الوطني، بإجرائه للتعديلات الدستورية للمرة الثانية كضرورة لاستحقاقات مخرجات الحوار الوطنى وتوسيع الحريات إصلاحاً للحياة السياسية وتوسيعاً لقاعدة المشاركة السياسية ، وأعرب عن ارتياحه لقرار الإدارة الأمريكية بشأن الإلغاء الجزئى للعقوبات الإقتصادية على حكومة السودان، ويثمن فى هذا الصدد دور المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، ودعا كل الجهات المانحة الاقليمية والدولية إلى الوفاء بإلتزاماتها من أجل الاستقرار والتنمية الشاملة والمتوازنة فى السودان ، كما يدعو الى مساعدة السودان فى مشكلة الديون الخارجية وحث المجتمع الدولى للإلتزام بتعهداته تجاه اتفاقيات السلام فى السودان .
ودعا إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، والمصنفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث لا يستند إدراجه ضمن هذه القائمة إلى أى أسس أو معايير دولية ، وفيما يخص الصومال أكد البرلمان العربى دعمه لقضية اللاجئين الصوماليين فى اليمن الذين يتعرضون للضرب والسجن والتجنيد من قبل الجهات المتحاربة فى أرض اليمن ، مما أدى إلى ازدياد حركة اللجوء لمختلف الفئات من النساء والأطفال .
كما دعم البرلمان العربى محاولات دولة الإمارات مساعيها السلمية لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى ويطالب إيران بالدخول فى مفاوضات جادة مباشرة بين البلدين أو اللجوء إلى التحكيم الدولى .
وأشاد بنهج الإمارات السلمى وحسن الجوار والإحترام المتبادل وتكريس علاقات التعاون وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى واللجوء للطرق السلمية لتسوية النزاعات الدولية .