قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عبد الله بوصوف، اليوم الثلاثاء بأبوظبي، إن الهجرة قيمة مضافة للتعارف الإنسانى والبناء المشترك .
وأوضح بوصوف فى افتتاح أشغال ملتقى"بناء الثقة والتعاون بين الأديان" الذى ينظمه منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، فى إطار الزيارة الأولى لأول قافلة سلام متعددة الأديان، أن الهجرة تمثل عنصرا أساسيا فى التعارف والحوار والتلاقى وتحقيق البناء المشترك، وهى بذلك قيمة مضافة للإنسانية اليوم، وبفضلها تعرفنا على الآخرين وعرفنا أنفسنا لهم وتعرف علينا الآخر .
واعتبر أنه لا يمكن لهذا العالم أن يستمر إلا إذا كنا مجتمعين يهودا ومسيحيين ومسلمين، لأن الأخطار المحدقة بنا أخطار كبيرة بداية بالتغيرات المناخية وأكثرها ما سيكون له من أثر مدمرة للبشرية كالحروب والإرهاب وتهديد إنسانية الإنسان، داعيا الأديان السماوية لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة كل الاخطار المحدقة بالإنسان .
وذكر المتحدث بالخطاب الملكى، الذى لقى صدى كبيرا فى مختلف الأوساط العالمية الفكرية والسياسية والثقافية والفنية، عندما صرح بعبارة واضحة لا غبار عليها، أن ما يقع اليوم من عمليات إرهابية لا تمت للإسلام بصله، وأن ما يعتبر جهادا ليس بجهاد، مبرزا أنه من بين الحلول التى اقترحها الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين هو أنه أوصى منتسبى مختلف الديانات من اليهود والمسيحيين والمسلمين، على أن يشتركوا فى حماية الحضارة الإنسانية وبنائها وضمان استمرارها .
من جهته، أشاد رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة الشيخ عبد الله بن بية، فى كلمة مماثلة، بهذه القافلة التى تضم رجال دين من الولايات المتحدة الأمريكية ينتمون إلى العائلة الإبراهيمية، والتى “تمثل أملا يتيح فرصا للتبادل والتعارف وعقد أواصر الاخوة ليعودوا بهذه الروح إلى مجتمعاتهم الخاصة وليروجوا لها .
واستحضر بن بية فى مداخلته مضامين إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية فى العالم الإسلامى (يناير 2016) الذى كان بمثابة دعوة للتعايش بين الأديان والثقافات، معتبرا أنه يؤسس لمرحلة جديدة من الفهم العميق للاستفادة من تراث الماضى لبناء تعايش فى الحاضر وفى المستقبل، كما “يمهد الطريق لرجال الدين للبحث فى نصوصهم الدينية وفى تاريخهم وتراثهم ليجدوا أساسا وينبوعا للتسامح والتعايش”.
ودعا بن بية المشاركين فى هذه القافلة أن تكون رحلتهم القادمة إلى المملكة المغربية “ليكون موعدنا بعد ذلك فى واشنطن لإظهار تضامننا وتوسيع دائرة هذه القافلة لتتحول إلى حلف جديد للوئام والسلام والتسامح بين الأديان”. وينظم هذا الملتقى فى إطار الزيارة الأولى لأول قافلة سلام متعددة الأديان تحت عنوان “القافلة الأمريكية للسلام: نشر رسالة السلام من خلال بناء الثقة والتعاون بين الأديان” تفعيلا لإعلان مراكش التاريخى للأقليات الدينية فى البلاد الإسلامية” المنبثق عن ملتقى “الأقليات الدينية فى الديار الإسلامية؛ الإطار الشرعى والدعوة إلى المبادرة”، الذى نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشراكة مع منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة فى يناير 2016 بمراكش، بحضور مسؤولين ورجال دين من مختلف الأديان .
وتعقد القافلة التى تستمر لثلاثة أيام ورشات وجلسات نقاش حول التصورات المتبادلة بين أتباع الديانات المختلفة وأثرها فى السلم، وتحديد أهم التحديات التى تواجه العيش المشترك، وكذا أهم الفرص التى تعززه وتقويه، ومحورية مفاهيم السلام فى الخطاب الدينى فى المساجد والكنائس، إلى جانب الدين ودوره فى الفضاء العمومي.