عقب ترحيب رسمى وشعبى فى الجزائر بفوز الوسطى إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا وإرسال الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة برقية تهنئة جاء وقت الوفاء بالوعود، حيث تنتظر الجزائر من ماكرون الإلتزام بما أطلقه من وعود للجزائر خلال حملته الانتخابية والتى أكد فيها أنه سيعترف بجرائم الاحتلال الفرنسى.
وخرجت الصحف الجزائرية صباح اليوم الاثنين، تطالب الرئيس الفرنسى الجديد بالالتزام بوعوده الانتخابية تجاه الجزائر والاعتراف بما اقترفته بلاده من جرائم ضد الإنسانية، وقالت صحيفة "أخبار اليوم" فى مانشيت اليوم "ماكرون صديق الجزائر رئيسا لفرنسا"، وأرفقت المانشيت بملف موسع عن جرائم الاحتلال فى فرنسا، وذكرت فى تقرير بعنوان "قصة مذبحة فرنسية فى الجزائر"، وأوردت خلاله تفاصيل 72 عام من المجازر التى لم يستثنى منها حتى العجائز والأطفال.
وأطلق رواد التواصل الاجتماعى هشتاج "أنا مانسيتش"، تعبيرا عن مجازر 8 مايو 1945 التى راح ضحيتها 45 ألف شهيد خلال الاحتلال الفرنسى، كذلك قالت صحيفة المساء الجزائرية فى صفحتها الأولى مجازر 8 مايو 1945.. جريمة شنعاء ارتكبت فى حق الإنسانية، 3 آلاف شهيد يوميا لمدة 15 يوما".
وقالت صحيفة النهار الجزائرية، إن تلك المجازر كانت مأساة لكل جزائرى عاش تلك الفترة ورأى ما رأى من صور القتل والوحشية الاستعمارية والتى بقيت راسخة فى ذاكرته إلى الأبد.
وأوضحت أن التقارير اختلفت حول عدد القتلى والجرحى نتيجة أحداث 8 مايو، فوزير الداخلية الفرنسى ذكر فى تقريره أن عدد الجزائريين الذين شاركوا فى الحوادث قد بلغ 50 ألف شخص، ونتج عن ذلك مقتل 88 فرنسيا و 150 جريحا.
أما التقديرات الجزائرية حددت بين 45 ألف إلى 100 ألف قتيل أما الأجنبية فتختلف أيضا، وهى فى الغالب من 50 ألف إلى 70 ألف، تضاف إلى حوالى 200 ألف بين قتيل وجريح ومختل عقليا من المجندين أثناء الحرب العالمية الثانية لإنقاذ فرنسا من سيطرة النازية.
وكان قد وعد ماكرون خلال زيارة للجزائر إبان حملته الانتخابية بالاعتراف بجرائم فرنسا خلال فترة احتلالها للجزائر فى حال فوزه بالرئاسة، وقال "أن الاستعمار فتح المجال لأعمال عنف تجاهلت إنسانية الضحايا معربا عن رفضه لإنكار الماضى الاستعمارى لفرنسا"، مستطردا أن "الاستعمار فتح المجال لأعمال عنف تجاهلت إنسانية الضحايا"، معبرا عن "رفضه لإنكار الماضى الذى يساعدنا التعرف عليه لبناء مستقبل هادئ".