عراقيون يحفرون الآبار للحصول على المياه مع احتدام القتال فى الموصل

تصطف أسر عراقية كل يوم قرب بئر فى حى كراج الشمال فى مدينة الموصل لملء أوعيتهم البلاستيكية الكبيرة بمياه كبريتية غير صالحة للشرب تقريبا. فقد السكان فى المدينة التى دمرتها الحرب فى شمال العراق الأمل فى انتظار مساعدة الحكومة أو جماعات الإغاثة الدولية وبدأوا فى حفر الآبار وسط الأنقاض فيما تستعر المعارك حولهم لطرد تنظيم داعش من المدينة. لكن الحفر لا يوصلهم دائما لمصدر مياه نظيف. وقالت فاصلة طاهر (56 عاما) وهى تحمل وعائها عائدة إلى المنزل حيث ترعى تسعة أيتام وأرملتين من بناتها "ليس لدينا مياه.. ولا كهرباء.. ولا رواتب.. ولا غذاء. ماذا سنفعل. نأكل العشب؟". ويقول شاكر محمود وهو نجار ولا يعمل فى وظيفة دائمة إنه ساعد فى حفر البئر الذى موله متبرع محلي. وذات المتبرع المجهول دفع لحفر خمسة آبار أخرى فى المنطقة كما قامت جمعيات خيرية محلية بحفر المزيد. وتحاول الأسر غلى الماء حتى يكون صالحا للشرب لكن طعم ورائحة المياه لا تتغير. وقال محمود "إنها غير صالحة للشرب. أخذت عينة منها ذات مرة إلى معمل وقالوا إن نسبة الكبريت فيها تتراوح بين 15 و 25 بالمئة". لكن البئر لا يزال ضروريا لأغراض الغسل. وتوفى عشرة أطفال على الأقل فى المنطقة لأسباب صحية منذ بدء القتال. واجتاح مسلحو داعش المدينة فى 2014 واتخذوها أكبر قاعدة لهم فى العراق مما تسبب فى هجمات مضادة دمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية ومن بينها أنابيب المياه. وتمكن هجوم شنته الحكومة فى أكتوبر تشرين الأول من طرد المتشددين من الجانب الشرقى للمدينة. لكن مقاتلى داعش تحصنوا فى المدينة القديمة على الضفة الغربية من نهر دجلة وبدا أن المعارك لا تحقق تقدما. وأعادت الأمم المتحدة هذا الأسبوع فتح محطة لمعالجة المياه فى إطار برنامج تأمل من خلاله أن تزود كل المناطق التى استعادتها القوات العراقية بالمياه خلال ثلاثة أشهر لكن ذلك انتظار طويل بالنسبة للسكان. وقالت ليز جراندى الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى العراق لرويترز يوم الأحد "مرت أسابيع.. أشهر فى الواقع منذ أن كانت هناك مياه صالحة للشرب ولذلك فتح محطة معالجة المياه مهم جدا اليوم". وهناك 25 محطة أخرى لمعالجة المياه فى انتظار الإصلاحات. وخارج الموصل ذاتها يقول مسؤولون إن إصلاح كل المنشآت فى محافظة نينوى سيتكلف 35 مليار دولار لكن الحكومة المركزية فى بغداد لم توفر حتى الآن تلك المبالغ. وفى كراج الشمال لا يزال السكان يقومون بالعمل بأنفسهم فيما ينتظرون إصلاح محطة معالجة المياه الخاصة بهم. وتحقيق انجاز فى المهمة كان بطيئا .. فبعد فترة وجيزة من مغادرة تنظيم داعش لمنطقتهم جمع السكان المحليون نقودا لإصلاح أنابيب المياه لكنها تعرضت للدمار مجددا فى ضربة جوية فى ذات اليوم الذى أتموا فيه العمل فلجأوا إلى آبارهم التى يصطفون أمامها فى طوابير طويلة مع أوعيتهم البلاستيكية الكبيرة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;