أثار إعلان الرياض الذى صدر أمس فى ختام القمة الإسلامية الأمريكية انقساما فى الأوساط السياسية اللبنانية خاصة فى ظل صمت رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى والذى رأس الوفد فى القمة، فى حين تبرأ وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل من الإعلان.
حيث كان لافتا موقف وزير الخارجية باسيل بعد عودته من الرياض، حيث أعلن أن موقف لبنان معروف بتمسكه بالبيان الوزارى وخطاب القسم، وعلق باسيل فى تغريدات عبر "تويتر": "لم نكن على علم بإعلان الرياض لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة وقد تفاجئنا بصدوره وبمضمونه ونحن فى طائرة العودة"، وأضاف: "وعندما وصلنا إلى لبنان فنقول إننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزارى وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وإبعادها عنه".
وقارن البعض بين تصريحات باسيل وموقف رئيس الوزراء سعد الحريرى الذى ألتزم الصمت أمام الهجوم الشرس الذى تم توجيهه للحزب اللبنانى الشريك فى الحكومة، لافتين إلى أن الحريرى حرص على توطيد علاقاته بالرياض دون مراعاة مصلحة لبنان، مشيرين إلى "صورة السيلفى" التى التقتها مع ولى العهد السعودى.
وجمعت الصورة الحريرى وولى العهد محمد بن نايف ولى ولى العهد محمد بن سلمان فى ختام أعمال القمة وعلق الحريرى عليها بموقع تويتر " بين أهل الخير..معا عملنا لإنجاز الاستقرار ودائما معا لإرساء السلام والوحدة والحفاظ على عروبتنا".
وقال موقع "لبنان 24" نقلا عن مصدر بحزب الله اللبنانى إن الحزب لم يكن راضيا عن المشاركة فى القمة وكان يأمل أن يتم استغلال عدم دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون باعتباره رأس الدولة لعدم المشاركة، لكنه فى الوقت نفسه بات راضيا بعد تغريدة باسيل أو أقله حصل على ما لم يكن يتوقع أكثر منه.
يقول المصدر إنه وبالنظر إلى أن باسيل باعتباره رئيسا لـ"التيار الوطنى الحر" أعلن موقفا يؤكد استمراره هو وتياره فى التحالف مع "حزب الله" فى القضايا الكبرى والاستراتيجية والوطنية، على رغم كل الخلافات الحالية على قانون الانتخاب.
ويضيف: "كذلك استطاع باسيل، بوصفه رئيس التيار وحليف الحزب وفى الوقت نفسه متناغما مع الرئيس سعد الحريرى، أن يجعل من صحيفة "المستقبل" تتبنى تغريدة باسيل وتنشرها فى الصفحة الأولى، كما أن الحريرى صرح قبل مغادرته إلى الرياض بأنه لن يقبل بأن تمس الوحدة الوطنية".