ترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الجلسة التى عقدها مجلس الوزراء،اليوم الاثنين، فى قصر اليمامة بمدينة الرياض.
وفى بداية الجلسة، أعرب خادم الحرمين الشريفين باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن الشكر والتقدير لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب، وقادة الدول العربية والإسلامية الذين شاركوا فى اللقاء التشاورى السابع عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمة الخليجية الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية التى استضافتها المملكة يوم أمس، مؤكداً أن ما شهدته هذه القمم من مباحثات ولقاءات جسد الحرص الشديد من جميع الدول المشاركة والعزم على كل ما يسهم فى مواجهة مختلف التحديات وتثبيت أسس السلم والأمن والاستقرار.
وقال العاهل السعودى، إن الاتفاق التاريخى الذى أبرمته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب بتأسيس مركز فى مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب جاء امتدادًا للجهود المبذولة فى محاربة الإرهاب، ومبنى على الجهود القائمة فى هذا الصدد، كما أن الإعلان عن إطلاق " المركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف " جاء بهدف نشر مبادئ الوسطية والاعتدال، ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية لأن التطرف يولد الإرهاب.
وأضاف أن ما جرى مع الرئيس دونالد ترمب من استعراض للعلاقات التاريخية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة لاستقرار وأمن المنطقة، والتوقيع على إعلان الرؤية الإستراتيجية المشتركة وتبادل عدد من الاتفاقيات التجارية والفرص الاستثمارية بين البلدين التي تفوق قيمتها الإجمالية 280 مليار دولار، وما تم من مباحثات بين كبار المسؤولين فى البلدين، ومنتديات اقتصادية، يعد نقطة تحول في العلاقات بين البلدين وستنتقل بالعلاقات من البعد الاستراتيجى والشراكة إلى مستوى تكثيف عمليات التشاور والتعاون والتنسيق فى مختلف المجالات.
وأعرب الملك سلمان عن تقديره لما أبداه الرئيس ترمب من مشاعر فياضة تجاه الروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد الاجتماعات بين البلدين ، وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية بينهما، وما عبر عنه من شكر للمملكة حكومة وشعباً على ما أحيط به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وكرم ضيافة ، وعلى استضافتها القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
وشدد مجلس الوزراء السعودى على المضامين القيمة لكلمة خادم الحرمين الشريفين أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التى أوضح فيها أن القمة تنعقد فى وقت شديد الأهمية وبالغ الخطورة، واهتمام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحرصه على توثيق التعاون مع العالم العربى والإسلامى ، وما اشتملت عليه كلمة خادم الحرمين الشريفين من تشديد على مسؤولية الدول العربية والإسلامية أمام الله ثم أمام الشعوب العربية والإسلامية أن يتحد الجميع لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها امتثالاً لأوامر الدين الإسلامى الحنيف ونشر قيمه السمحة التى تقوم على السلام والوسطية والاعتدال وعدم إحلال الدمار والإفساد فى الأرض ، وما أكدت عليه الكلمة حول مختلف الجهود فى القضاء على الإرهاب والتطرف، وأهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتكثيف الجهود لحل الأزمة السورية، ورفض الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة، واستغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية كما يفعل النظام الإيرانى والجماعات والتنظيمات التابعة له وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
وأكد المجلس أن إعلان خادم الحرمين الشريفين إطلاق المركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف " اعتدال " ، وتدشينه للمركز بمشاركة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية ، تجسيد لجهود المملكة الكبيرة واستمرارها فى حربها ضد الإرهاب وعزمها في القضاء على التنظيمات الإرهابية حيث سبق وأن شكلت فى خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب "التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب".
كما نوه المجلس بتبادل مذكرة التفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجى والولايات المتحدة الأمريكية لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب، والذى مثل دول مجلس التعاون الخليجى في تبادل مذكرة التفاهم الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومثل الجانب الأمريكى وزير الخارجية ريكس تيليرسون.
وأوضح أن مجلس الوزراء قدر ما أبداه الرئيس دونالد ترمب فى خطابه أمام القمة من تشديد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه ، وأن أمريكا تسعى نحو السلام وليس الحرب ، وما تضمنه الخطاب من نقل رسائل صداقة وأمل وحب ، ومن أجل ذلك كان اختياره فى أول زيارة له خارج بلاده للمملكة العربية السعودية ، قلب العالم الإسلامى وقبلته ، وراعية الحرمين الشريفين ، وما أكده من أن رؤية بلاده تتمثل فى سلام وأمن ورخاء هذه المنطقة وجميع أنحاء العالم ، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل ، وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.
وثمن مجلس الوزراء " إعلان الرياض " الذى صدر عقب قمة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية، التى جاءت بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين ، وشارك فيها قادة وممثلون لـ 55 دولة عربية وإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وما تضمنه البيان من شكر وتقدير القادة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة لهذه القمة التاريخية ، وتقدير لزيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة ، ومشاركته لهم هذه القمة وجهوده للإسهام فيما فيه خير المنطقة ومصالح شعوبها ، وما تضمنه إعلان الرياض تجاه الشراكة الوثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية وأمريكا لمواجهة التطرف والإرهاب ، وما تم الاتفاق عليه من سبل تعزيز التعاون والتدابير التى يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك ، وتعزيز التعايش والتسامح البناء بين مختلف الدول والأديان والثقافات ، والتصدى للأجندات المذهبية والطائفية والتدخل في شؤون الدول ، بالإضافة إلى أهمية تعزيز العمل المشترك لمواجهة القرصنة وحماية الملاحة ، وأهمية متابعة برامج وأنشطة مجالات الشراكة بين العالمين العربى والإسلامى والولايات المتحدة الأمريكية.