فى خطوة جديدة نحو إعادة السيطرة على التراب السورى، استعاد الجيش السورى أمس الثلاثاء، السيطرة الكاملة على دمشق للمرة الأولى منذ 2013 بعد أن غادرت آخر مجموعة من المسلحين والنازحين حى برزة.
وقال التلفزيون السورى الرسمى إن نحو 1012 شخصا، بينهم 455 مقاتلا غادروا برزة -أقدم مدن دمشق- فى حافلات إلى مناطق يسيطر عليها مسلحون فى شمال سوريا فى إطار اتفاق بين الحكومة والمعارضة المسلحة، وأظهرت صور الحافلات التى تقل مقاتلى المعارضة وعائلاتهم وهى تصل إلى قلعة المضيق فى محافظة حماة.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن آخر الحافلات بدأت مغادرة برزة الاثنين، وأضاف أن أغلب المغادرين توجهوا إلى محافظة إدلب معقل الجماعات المسلحة فى شمال غرب سوريا فيما توجه البعض إلى بلدة جرابلس التى تسيطر عليها فصائل مسلحة تدعمها تركيا على الحدود الشمالية لسوريا، وبذلك يخضع حى برزة لسيطرة حكومة الرئيس بشار الأسد فيما يمنحه سيطرة شبه كاملة على العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2013.
وكانت قوات النظام السورى استعادت يوم الجمعة الماضى، وللمرة الأولى منذ 2014، الطريق الدولى الواصل بين دمشق ومدينة تدمر الأثرية، بعدما تمكنت بدعم روسى من طرد الإرهابيين من منطقة صحراوية واسعة، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان الجمعة.
وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية "تمكنت قوات النظام السورى ليل الخميس من استعادة السيطرة على الأتوستراد الدولى الواصل بين مدينة تدمر ودمشق" الواقعة على بعد 240 كيلومترا منها.
وأوضح "استطاعت قوات النظام وبدعم من الطائرات الروسية التى شنت ضربات كثيفة، من طرد مقاتلى داعش من منطقة صحراوية تمتد على مساحة أكثر من ألف كيلومتر مربع"، مضيفا أن مقاتلى التنظيم "انسحبوا بشكل متتال من مواقعهم نتيجة للقصف الكثيف"، وبدأت قوات النظام بحسب المرصد هجومها قبل أسبوع للسيطرة على المنطقة الفاصلة بين مدينتى دمشق وتدمر الواقعة فى محافظة حمص (وسط).
وتقع مدينة تدمر الأثرية المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للتراث العالمى الإنسانى، فى قلب البادية السورية التى كان التنظيم يسيطر منذ العام على أجزاء واسعة منها قبل أن يتراجع تدريجيا فى الأشهر الأخيرة تحت وطأة الضربات الروسية.
ومنذ مارس، بات الوصول إلى تدمر متاحا عبر مدينة حمص، مركز المحافظة، الواقعة على بعد أكثر من 150 كيلومترا غربها، بعدما تمكنت القوات الحكومية من طرد تنظيم داعش منها، وكان التنظيم قد سيطر على المدينة.