استنكر رئيس الجمعية التونسية للوعاظ والمؤدبين والإطارات الدينية مهدى بوكثير "التصرفات والسلوكيات الداعية إلى غلق المقاهى والمطاعم والتشهير بالمفطرين والتحريض ضدهم وتأليب الرأى العام عليهم باسم الدين".
وقال فى تصريح لوكالة "تونس أفريقيا" للأنباء، بإن فتح المطاعم والمقاهى أو غلقها أمر موكول للسلطة العامة وأنه لا يجوز التدخل فى الحريات الشخصية للغير على غرار الإفطار أو الصيام، مشددا على أنه لا يحق لأى طرف أن ينوب عن الدولة وأجهزتها التنفيذية.
وذكر بعدم وجود أحكام قرآنية أو نبوية تجرم فتح المقاهى أو المطاعم فى نهار رمضان، مبينا أن كل الأحكام المتداولة تعد اجتهادات بشرية خاضعة لمبدأ الخطأ والصواب الذى يحكم كل أفعال البشر فى أى زمان ومكان.
وقال بوكثير إن الصوم عبادة بين العبد وربه ولا يحق لأى كان "أن ينصب نفسه وكيلا على تصرفات الآخرين وأن يطلق أحكام الكفر أو الإيمان كيفما يشاء إذ أن ذلك كله أمر بيد الله تعالى وحده، ولم يكله إلى أى بشر مهما كانت مرتبته".
وكانت الجمعية التونسية للوعاظ والمؤدبين والإطارات الدينية أصدرت بيانا اعتبرت فيه أن الحملة التى يتولاها البعض "ممن يصرحون أنهم قائمون بتنفيذ أحكام الله، تعد سابقة خطيرة تستوجب التدخل السريع والعاجل والحاسم لمنع تسربها إلى مجالات أخرى وتطورها إلى ما لا تحمد عقباه"، مطالبة بتوفير الحماية والأمن لجميع التونسيين سواء كانوا مفطرين أم صائمين.
وطالبت الجمعية وسائل الإعلام بتوفير مساحات إعلامية تبين للجميع الرأى والرأى المخالف فى هذه المسائل الشائكة وغيرها مما يتعلق بشكل مباشر بحياة المواطن ومشاكله اليومية بعيدا عن كل تطرف وتعصب لرأى دون أى دليل علمى أو حجة تؤيده.