تعيش قطر حالة تخبط منذ الأمس بعد قرار السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وفى ظل الحصار العربى والخليجى تسعى الدوحة لإيجاد أى قشة تتمسك بها للنجاة من الطوفان.
وتراهن قطر على الدول العربية التى وقفت صامتة من الأزمة الأخيرة، حيث بدأت تعمل على استقطاب واستعطاف تلك الدول لجذبها لصفها وإيجاد مخرج من عزلتها، بعد أن تبينت أن القرارات الخليجية والمصرية ضدها لا رجعة فيها، وبعد أن تيقنت من فداحة الخسائر التى ستمنى بها بعد المقاطعة.
وقضى وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى ليلته فى رصد ردود الفعل من الدول العربية، ليتبين من يقفون فى منطقة الحياد لمحاولة استقطابهم فى صف الدوحة، وبالفعل أجرى اتصالات بنظرائه فى تونس، والمغرب، والجزائر، والسودان، وهى الدول التى تعمل فيها أذرع الإخوان بالسياسة، ولهم سيطرة فى الشارع والسلطة.
وأجرى الوزير القطرى اتصالات هاتفية مع كل من نظيره التونسى خميس الجهيناوى، والسودانى إبراهيم غندور، والجزائرى عبد القادر مساهل، والمغربى ناصر بوريطة، وسرتاج عزيز مستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية، وتناولت الاتصالات بحث العلاقات وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربى.
وفى الوقت الذى التزمت فيه كل من السودان والمغرب الصمت تجاه الأزمة الأخيرة مع قطر؛ لجأت تونس والجزائر إلى مسك العصا من المنتصف، حيث دعت الجزائر دول الخليج إلى اعتماد سياسة الحوار "كوسيلة وحيدة" لتسوية الخلافات بينها، بعدما قطعت دول عربية علاقاتها مع الدوحة لاتهامها بدعم الإرهاب.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية، صباح اليوم الثلاثاء، أن الجزائر تتابع تدهور العلاقات بين دول الخليج ومصر بعدما أعلنت كل من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
وأضاف أن كل الدول المعنية بالأزمة مدعوة إلى تبنى الحوار كوسيلة وحيدة لحل خلافاتها، التى يمكن أن تطرأ فى العلاقات بين الدول، وأورد البيان، أن الجزائر تدعو فى جميع الظروف إلى احترام مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها.
فى حين عبر وزير الشؤون الخارجية التونسى خميس جهيناوى عن آماله فى تجاوز الأزمة، مشيرًا إلى أن تونس تتابع بكل انشغال الوضع فى الخليج العربى والإجراءات التى اتخذت من طرف بعض الدول.
وقال جهيناوى فى تصريح إعلامى "لا نريد مزيد من التفرقة ونتمنى تجاوز الخلافات فى الخليج وإيجاد حل يرضى جميع الأطراف للحفاظ على مناعة دول الخليج التى لها دور مهم على الساحة العربية ومناعة الدول العربية".