تسعى الجهات الحكومية المختصة بدولة الكويت إلى إدراج 6 مواقع كويتية على قائمة التراث العالمى "اليونسكو". للحفاظ على قيمة هذه المواقع، وتوضيح الدور الهام لها، ولتعريف العالم بما تضمه الكويت من كنوز أثرية وتراثية.
وكانت إدارة الآثار والمتاحف فى المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب قد أعلنت مؤخرا عن وجود سعى كويتى إلى تسجيل 6 مواقع على قائمة التراث العالمى؛ وهى: أبراج الكويت، والقصر الأحمر، ومزارع الجهراء القديمة، وبحرة، وجزيرة فيلكا وكاظمة البحور.
أبراج الكويت
وتتكون أبراج الكويت من ثلاثة أبراج عملاقة تقع على ساحل الخليج العربى فى المنطقة الشرقية لمدينة الكويت، وافتتحت عام 1979.
واستطاعت أبراج الكويت بسبب الحرفية العالية فى إنشائها مزج الخدمات الاجتماعية بالفن الجمالى العالى، ما جعلها تفوز بجائزة آغاخان للعمارة الإسلامية عام 1980.
والأبراج الثلاثة هى: البرج الأكبر الذى يحتوى على كرتين تدلان على "المبخر"، وهناك البرج الأوسط الذى يتكون من كرة واحدة ويدل على المرش (آنية عطر تراثية)، أما البرج الأصغر حجما فيدل على "المكحلة".
وتشتمل الكرة الأولى على مطاعم ومقاه وقاعات للزوار، والكرة الثانية تضم قسمين؛ ثابت ومتحرك، ويمتاز القسم المتحرك بأنه يدور مرة واحدة كل ثلاثين دقيقة، ويحتوى على سوق لبيع الهدايا، إضافة إلى مطعم تقدم فيه معظم أصناف المشروبات والوجبات البسيطة للزبائن، ويتمتع هذا القسم بتوفر جهاز تلسكوب يتيح للزوار رؤية معالم مدينة الكويت، والمنطقة المحيطة بالأبراج، وقصر دسمان، والجزيرة الخضراء.
القصر الأحمر
أما القصر الأحمر، فقد بنى عام 1914، أحد المعالم التاريخية والحضارية لدولة الكويت؛ فهو يجسد جانبا مهما من تاريخ الشعب الكويتى، وكفاح الآباء والأجداد فى سبيل المحافظة على الكويت، بالإضافة إلى كونه نموذجا معماريا مهما يعبر عن الأسلوب الهندسى القديم الذى يحقق الأهداف الدفاعية المنشودة فى ذلك الوقت.
وسبب تسميته القصر الأحمر يعود للطين الأحمر الذى يشكل المادة الرئيسية التى استخدمت فى بناء هذا القصر.
والقصر الواسع المساحة يضم 33 غرفة، وستة أحواش (فضاءات)، أحدها كبير يتوسط القصر، وبه بئر حفرت أثناء حصار القصر عام 1920، أثناء موقعة الجهراء الشهيرة.
وللقصر ثلاث بوابات رئيسية، اثنتان منها كبيرتان؛ إحداها من الشرق وهى الكبرى، والأخرى من الشمال فى الاتجاه الشرقى للقصر، مخصصة لدخول ضيوف البادية، أما الثالثة فهى صغيرة، وتقع فى الناحية الشمالية، وخاصة بحوش الحريم، ويوجد باب داخلى يصل بين حوش الحريم والحوش الرئيسى. وقد صنعت هذه البوابات من الخشب القوى، وثبتت بمسامير معدنية كبيرة.
مزارع الجهراء القديمة
عرفت الكويت بأرضها الصحراوية، وعدم وجود المياه التى تساعد فى أن تكون أرضا خصبة، لكن سكانها نجحوا منذ عقود طويلة فى تحويل مناطق منها إلى بساتين ومزارع منتجة، معتمدين على مياه الآبار ومهارتهم فى الزراعة.
كانت الجهراء الأكثر شهرة بوجود تلك المزارع؛ لكثرة آبارها، فاشتهرت بوجود مزارع تنتج أنواعا عديدة من الخضروات والفاكهة.
اعتمد سكان قرية الجهراء على الزراعة والرى، وهناك من اعتمد بالفعل على الآبار واستخراج الماء بواسطة السوانى، وأهم إنتاج مزارع الجهراء؛ البطيخ، والشمام، والطماطم، والبطاطا، والبرسيم، والفجل، والشعير، والبصل، واشتهرت أيضا ببساتين النخيل التى تنتج أصنافا عديدة.
ومن مزارع الجهراء القديمة؛ مزرعة الشياب، والقنيعرية، والبريمة، وخربقا، ونبصة، والمهوس، والكوح، والأمراء، وشريم، ورحية، والمحيسن، والبسام، والرجعان، والعيار، والمانع، وعبد الله الخلف، والبدر، وصباح الناصر، وصباح الأحمد، وابن عويشير، واللافي، والعريفان.
موقع بحرة
يعتبر موقع بحرة، الموجود فى بر الصبية، أحد أبرز المواقع الأثرية فى الكويت، ووفقا لما أكده آثاريون فإن بحرة تحتوى على آثار تعود لآلاف السنين.
وأهم الاكتشافات التى عثر عليها فى موقع بحرة الأثرى، كان فى نوفمبر 2016، تمثل بكسرة فخارية عليها بصمة أثرية بشرية تعود لأكثر من 7 آلاف عام، لتكون بذلك أقدم بصمة عرفها التاريخ.
جزيرة فيلكا
تقع فى الخليج العربى، وتبعد عن سواحل الكويت مسافة 20 إلى 30 كم، وتبلغ مساحتها نحو 43 كم مربع.
واسم "فيلكا" من أصل يونانى فيلاكيو، ويعنى البؤرة أو المكان البعيد، ويعتبر اليونانيون هم أول من سكنوا هذه الجزيرة، وهذا ما دلت عليه القطع الأثرية التى اكتشفت أثناء الحفريات لهذه الجزيرة.
ويعتبر الإيكاروس (أسطورة إغريقية) هم أول من سكنوا هذه الجزيرة، وأيضا دلت الحفريات على أن الإسكندر الأكبر اعتبرها نقطة تمركز استراتيجية، حيث اتخذها قاعدة حربية لجنوده.
الجزيرة تحتوى على الكثير من القطع التاريخية التى دلت على تعاقب حقبة العصر الحجرى والعصر البرونزى على هذه الجزيرة، وفيها آثار لعصور وحضارات مختلفة.
وتحتل جزيرة فيلكا المرتبة الأولى سياحيا فى الكويت، حيث أصبحت اليوم منتجعا سياحيا يقصده الكويتيون للراحة والاستجمام وقضاء العطلات.
كاظمة البحور
أطلق اسم كاظمة البحور فى العصرين الجاهلى والإسلامى؛ وهى تسمية يرى الجغرافيون العرب أنها جزء من إقليم البحرين، الذى يمتد من شط العرب شمالا إلى عمان جنوبا.
وهى نفسها مدينة "كاظمة"، المعروفة بأنها مدينة تاريخية على بعد 40 كم شمالى مدينة الكويت، على ساحل جون الكويت.
وكانت من المواقع المعروفة لدى العرب فى الجاهلية وصدر الإسلام، وسكنتها قبائل بنى دارم، وهـوازن، والعوازم فرع من هوازن، وبكر بن وائل من كبريات القبائل العربية.
وقعت فيها معركة ذات السلاسل بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وبين الفرس بقيادة هرمز، فى شهر محرم سنة 12 هـ ، التى انتصر فيها المسلمون.
تغنى بها الشعراء؛ أمثال امرئ القيس، والبعيث، والبحترى، والفرزدق، وجرير، وذى الرمة، ومهيار الديلمى، والبوصيرى، وبديع الزمان الهمذانى، وغيرهم.
وأشارت بعثة الآثار الدنماركية إلى وجود حضارات من العصر الحجرى على مقربة من كاظمة.