رأت الخبيرة فى الشئون الإيرانية وأستاذة الدراسات الفارسية بجامعة حلوان، الدكتورة فاطمة الزهراء جمال الدين، إن علاقة دولة قطر بإيران ستزداد قوة وبشكل أكثر وضوحًا وصلابة خلال الفترة المقبلة، مع وجود خلفيات مسبقة لهذا التقارب الذى كانت قطر تسعى له دائمًا وتحرص عليه، مع العلم أن جانبًا من الإعلام الإيرانى يرى أن قطر دولة راعية للإرهاب.
وفى الخامس من يونيو الماضى اتخذت عدد كبير من الدول العربية قرارا بدعوة قطر للكف عن تمويل الإرهاب على خلفية اتهامها بدعم الجماعات المتطرفة وإيواء عناصر تمول العنف فى الإقليم، واحتشدت مصر والسعودية والإمارات والبحرين للضغط على قطر للكف عن سلوكها فى المنطقة، غير أن قطر ظلت تماطل طيلة شهر حول المطالب العربية الثلاثة عشر.
ودللت فاطمة الزهراء جمال الدين فى تصريحاتها لـ"انفراد" على رأيها بالاتفاقات الاقتصادية والتجارية التى تم إبرامها خلال السنوات السابقة بين قطر وإيران، وإبقاء التمثيل الدبلوماسى لكل من الدولتين بدون أى طارئ عليه، رغم توتر العلاقات بين إيران والدول العربية خلال الفترات الماضية.
ومنذ اندلاع الأزمة بادرت إيران بتأييد الخط السياسى لقطر، وسارعت بإرسال عدد كبير من البضائع المحمولة جوًا من مطارات أصفهان وشيراز لإقناع قطر بالاستغناء عن محيطيها العربى والخليجى.
وأضافت أنه على ضوء المستجدات المتعلقة بأزمة قطر، ورفضها مطالب الدول العربية المقاطعة لها، يمكن القول إن كل هذا كان كفيلا بدعم العلاقات بين الدولتين أكثر، وخاصة مع تصريح إيران باستخدام 3 موانئ لها لدعم قطر وكذلك إرسالها مساعدات غذائية خلال الفترة الماضية بعد التحرك العربى لرفض الإرهاب الممول من قطر يوم الخامس من يونيو.
وجنت إيران أرباحا طائلة من العلاقات التجارية الطارئة مع الدوحة، وقال مسئولون إيرانيون إن الحكومة تستهدف توريد بضائع بما قيمته مليار دولار، خاصة أن الموانئ الإيرانى باتت مفتوحة فى اتجاه قطر بشكل لم يسبق له مثيل فى تاريخ العلاقات بين الدولتين.
وكشفت أن هناك جزء من الإعلام الإيرانى يرى أن دولة قطر راعى للإرهاب وداعم لكثير من المنظمات الإرهابية، لذا إذا لم تتعامل إيران مع هذه الأزمة بحذر فسوف تخسر الكثير على مستوى علاقاتها بدول مجلس التعاون الخليجى وكذلك علاقتها بمصر التى تحاول دائما إعادتها ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسى.
واختتمت حديثها مع "انفراد" بقولها: "ربما يبدو على الساحة مساعدة إيرانية لقطر حاليًا، ولكن المؤكد أن إيران تضع دائمًا فى حسابتها مصالحها الإقليمية والدولية نصب أعينها".