انتقدت الصحف السعودية الصادرة، اليوم الأحد، كلمة أمير قطر تميم بن حمد التى ألقاها أول أمس، معتبرة أنها دون التوقعات، وواصفة إياها بـ (بداية انكسار الدوحة).
فتحت عنوان (التعهدات الملزمة) أشارت صحيفة (الرياض) فى افتتاحيتها، إلى أن كلمة أمير قطر أول أمس كانت دون التوقعات، رغم توقعنا أن تكون بداية لنهاية الأزمة واستجابة قطر لطلبات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب خاصة وأن تلك الكلمة هى الأولى لأمير قطر منذ بدء الأزمة.
وأضافت الصحيفة: "أن هناك العديد من الثغرات والمغالطات التى شملتها الكلمة، فأمير قطر تحدث فى رؤيته عن الحل للأزمة من مبدأين "احترام سيادة كل دولة.. وأن لا يوضع فى صيغة إملاءات، بل كتعهدات متبادلة ملزمة للجميع"، إن لم يكن فى كلمة أمير قطر سوى هذه الجملة لكانت كافية لإثبات التناقض بين الكلمة وانفصالها عن الواقع، فلو أخذنا الشطر الأول منها المعنى بالسيادة لوجدنا أن قطر هى أول من تعدى على سيادة الدول الخليجية والعربية بالأدلة والوثائق، ورغم ذلك فإن أيًّا من الدول التى تعدت قطر على سيادتها دون أى مبرر لم تتعدَ على سيادة قطر بل أرادت أن تكف قطر عن ممارساتها السلبية التى أدت إلى زعزعة أمن تلك الدول وأدخلتها فى أنفاق مظلمة كادت أن تودى بها إلى الهاوية، أما الشطر الثانى الذى يتحدث عن التعهدات الملزمة للجميع فهذه هى السقطة الثانية، فلو عدنا إلى العامين 2013 و2014 التى تعهدت فيهما قطر فى اجتماع على مستوى القمة الالتزام بكل ما صدر من قرارات ولم تنفذ أياً منها وتأتى الآن تتحدث عن "تعهدات ملزمة"؟
واختتمت صحيفة (الرياض) بقولها "الموقف القطرى هش برمته وحججه واهية ومن الأفضل للقيادة القطرية أن تعترف بالخطأ بدلاً من التمادى فيه فذلك هو الأفضل لها".
أما صحيفة (عكاظ) فقد رأت فى افتتاحيتها التى جاءت تحت عنوان (خطاب الانكسار)، أن خطاب أمير دولة قطر، كشف ارتباكاً واضحاً، وانكساراً كبيراً فى عباراته التى تعرضت كثيرا للمونتاج، للإفلات من صوت الحق والمطالبات الشرعية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأضافت بقولها: "حاول أمير قطر تصوير الأزمة على أساس أنها حصار جائر لبلاده، متجاهلاً الدور التخريبى لحكومته فى دول مجلس التعاون الخليجى والمنطقة العربية، وانغماسها فى السلوك العدوانى منذ عقود، ومساعدة الإرهابيين والمخربين للعبث بالمنطقة، وتسهيل مهماتهم بشكل سرى وتحت غطاء حكومى لحماية تحركاتهم".
وأردفت الصحيفة بقولها: "بالأمس جدد وزير الخارجية عادل الجبير مطالبات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) بأن تسارع قطر إلى التعهد بعدم دعم الإرهاب وتمويله وإيواء الإرهابيين، وإلى وقف التحريض ونشر خطاب الكراهية والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول".
وحول نفس الموضوع، كانت وتيرة انتقاد صحيفة (اليوم) لخطاب أمير قطر أقل حدة، فقد أشارت فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان (الضغط على قطر وثماره الظاهرة) إلى أنه يبدو للعيان أن مواصلة الضغط على قطر من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والتى تقدمت للدوحة بمطالبها العقلانية لاحتواء دعمها للإرهاب بدأت تؤتى ثمارها وسوف تدفعها لتغيير مواقفها الخاطئة إزاء تلك المطالب، فلا سبيل للخروج من الأزمة إلا بتحقيق تلك المطالب المنطقية المؤيدة من قبل المجتمع الدولى ومن قبل كافة دول العالم المحبة للأمن والاستقرار.
وأضافت الصحيفة: "ولاشك أن تعديل قانون الإرهاب القطرى يمثل خطوة إيجابية للتعامل مع قائمة المطلوبين المتواجدين بالدوحة، فأولئك الذين يمثلون رموز الإرهاب لابد من إبعادهم عن دولة هى عضو من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، ووجودهم فيها يشكل خطرًا داهمًا على بقية دول المجلس إضافة إلى خطره على الدوحة، فالإبعاد يمثل أسلوبًا من أساليب الخلاص من دعم ظاهرة الإرهاب وتمويله".
كما أشارت الصحيفة إلى أن تواجد أولئك الرموز على أرض قطر يمثل تجاوزًا وتجاهلًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، فهم يمثلون استمرارًا لنهج الدوحة الموغل فى الخطأ بدعم الإرهاب وتمويله وايواء رموزه، والايواء يقف على رأس دعم تلك الظاهرة، فرموز الإرهاب المتواجدين على أرض قطر سوف يواصلون أعمالهم الشريرة بكل صورها وأشكالها وأهدافها التى تمثل خطرًا على الدوحة وعلى دول مجلس التعاون الخليجي، وخطرًا كذلك على كافة الدول العربية والإسلامية والصديقة.
واختتمت صحيفة (اليوم) افتتاحيتها بقولها: "الفرصة لاتزال سانحة أمام قطر للعودة إلى جادة الصواب بتحقيق المطالب المنطقية والعقلانية التى تقدمت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، فهى مطالب مؤيدة من كافة دول العالم الحريصة على اجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها والخلاص من عبث الإرهابيين واستهتارهم بكل القوانين والأعراف الدولية المرعية، فالمطالب رغم أقليميتها إلا أن أهدافها واحدة ومسارها واحد ومنطوقها واحد".