قالت محكمة إسرائيلية، اليوم الخميس، إن تحقيقين تجريهما الشرطة تم فيهما استجواب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ينتهيان بتوجيه اتهامات بالفساد مشيرة إلى أن ممثلى الادعاء يتفاوضون مع أحد كبار مساعدى نتنياهو السابقين.
ولم تذكر المعلومات، التى وردت فى أمر محكمة يقيد التغطية الإعلامية للقضيتين، نتنياهو بالاسم لكنها أثارت التكهنات بين المحللين القانونيين الإسرائيليين بأنه قد يواجه اتهاما إذا تحول مدير مكتبه السابق آرى هارو إلى شاهد.
ونفى نتنياهو ارتكاب أى أخطاء وقال المتحدث باسمه فى بيان، الخميس، إن رئيس الوزراء هدف "لملاحقة بلغت الآن ذروتها تستهدف تغيير الحكومة".
وأضاف المتحدث "مصير هذه (الحملة) هو الفشل لسبب بسيط هو: لن يحدث شيء لأن شيئا لم يحدث".
واستجوبت الشرطة نتنياهو فى قضيتين أطلق على الأولى اسم القضية 1000 وتتعلق بحصوله هو وأسرته على هدايا من رجال أعمال وأطلق على الثانية القضية 2000 وتتعلق باتصالات أجراها مع ناشر إسرائيلي.
وقال الأمر الذى أصدره قاضى محكمة ريشون ليتسيون، إن القضيتين تتعلقان "بشبهة ارتكاب جنايات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة".
وحظر الأمر القضائى أيضا نشر "أى تفاصيل عن المفاوضات الجارية مع آرى هارو والمستشار القانونى وجوهر الأمور المطروحة أثناء المفاوضات".
وعمل هارو مديرا لمكتب نتنياهو عندما كان زعيما للمعارضة عام 2008 لمدة عامين. ثم عاد ليعمل مديرا لمكتبه عام 2014 لكنه استقال بعد ذلك بعام وسط مزاعم فساد نفاها آنذاك.
وقالت أوديليا كارمون وهى مساعدة سابقة لنتنياهو عملت مع هارو إنه إذا تحول هارو إلى شاهد فسيكون ذلك بمثابة "قنبلة".
وقالت كارمون لإذاعة الجيش الإسرائيلى يوم الأربعاء "كان يتعامل مع جمع المنح والهدايا. كان مسؤولا عن أمور التمويل .. كان معنيا بأسرار الدولة... لذلك هو ليس بالشخص الذى يمكن لنتنياهو أن يتنصل منه وأعتقد كذلك أن كل شيء لديه موثق".
وفى حالة توجيه اتهامات لنتنياهو (67 عاما) فإن حدوث اضطراب سياسى فى إسرائيل فسيكون أمرا مرجحا مع تصاعد الضغوط عليه للتنحى بعد 11 عاما فى السلطة على مدى أربع فترات فى رئاسة الحكومة.
وتتعلق القضية 1000 بحصول نتنياهو وأفراد أسرته على هدايا بشكل منتظم من اثنين من رجال الأعمال. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهدايا تضمنت سيجارا وشمبانيا.
أما القضية 2000 فتتعلق باتفاق مزعوم بحثه نتنياهو مع مالك صحيفة يديعون أحرونوت إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية من أجل تغطية أفضل مقابل تقييد توزيع صحيفة منافسة يملكها شيلدون أديلسون قطب صالات القمار الأمريكى والتى كثيرا ما كانت تؤيد رئيس الوزراء.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن هارو سجل محادثات نتنياهو مع آرنون موزيس ناشر يديعوت أحرونوت.
وطبقا للقانون الإسرائيلى لن يكون نتنياهو ملزما بالاستقالة فى حالة توجيه اتهامات له. لكن خصومه يطالبونه بذلك.
ولن يكون نتنياهو أول زعيم إسرائيلى يواجه تحقيقا جنائيا. فقد أدين رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بخيانة الأمانة والرشوة عام 2014 واستجوب إرييل شارون أثناء توليه رئاسة الحكومة فى مزاعم بتلقى رشا وارتكاب أعمال غير مشروعة فى تمويل حملته الانتخابية.