يعيش آلاف العراقيون، داخل مدينة الموصل القديمة، وسط حالة كبيرة من الأمن والطمأنينة، خاصة بعد تحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابى، وبسط القوات العراقية سيطرتها على المدينة العريقة، إلا أن الحرب والمواجهات المسلحة خلفت ورائها المدينة عبارة عن أطلال مهدمة المنازل ومهشمة الملامح التاريخية لها.
وخلف التنظيم الإرهابى، مدينة الموصل، ورائه وسط ركام من الحجارة والمنازل المهدمة التى تغيبت معها ملامح المدينة القديمة، بما فى ذلك تدمير التنظيم جامع النورى الكبير، ومئذنة الحدباء، وذلك مع توالى الهزائم على "داعش"، فى مواجهاته مع القوات العراقية، فما أن أدرك التنظيم قرب نهايته داخل المدينة - التى أعلن من خلالها إنشاء خلافته المزعومة – إلا وبدأ فى تفخيخ المبانى وتفجير بعضها، وكان فى مقدمتها مسجد النورى الكبير، الذى له رمزية لدى التنظيم، حيث خطب فيه أبو بكر البغدادى، زعيم داعش، وأعلن منه خلافته المزعومة.
وتعتبر الموصل، من أقدم المدن الأثرية فى العراق، ويرجع تاريخها إلى 5 آلاف عام قبل الميلاد، تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وتبعد عن العاصمة بغداد 405 كيلو مترات.
و"الموصل"، ثانى أكبر مدن العراق، بعد بغداد، وتقول كتب التاريخ، إن الموصل كانت ولاية تتبع الدولة العثمانية لأكثر من 4 قرون، وعندما خسرت الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى وقَّعت بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية اتفاقية "سايكس بيكو"، مايو 1916، تضمنت تقسيم الممتلكات العثمانية، بما فيها ولاية الموصل التى باتت والإقليم الكردى ضمن خارطة العراق.