قال الأمير خالد بن سلمان، سفير خادم الحرمين الشريفين، فى الولايات المتحدة الأمريكية، إن تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد جاء لضخ دماء شابة أكثر ديناميكية فى جسد المملكة تدفع بها للأمام، موضحا أن القرار اتخذه الملك سلمان بدعم من هيئة البيعة.
وأضاف الأمير خالد فى حوار مع صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية"، أن الأمير محمد بن نايف قام بعمل لا يصدق فى مكافحة الإرهاب، وأنه ما زال فى المملكة ويستقبل الضيوف.
وأشار السفير السعودى بواشنطن إلى أن هناك تقدما كبيرا فى العلاقات السعودية الأمريكية فى ظل إدارة الرئيس ترامب. مضيفا "وأعتقد أن الرئيس ترامب عازم على العمل مع حلفائه فى المنطقة لمواجهة التوسع الإيرانى والإرهاب، ونحن سعداء بالسياسات الحالية تجاه المنطقة".
وفي رده عن سؤال حول أزمة قطر، قال: "أعتقد أن سياسات قطر تشكل تهديدا لأمننا الوطنى، خصوصا عندما تتدخل فى سياساتنا الداخلية وتدعم المتطرفين، لقد دعموا فى سوريا التنظيمات التابعة للقاعدة وبعض المليشيات الإرهابية فى العراق، ونأمل أن تتوقف قطر عن تمويل الإرهاب".
كما أكد أن الحكومة السعودية تقف فى الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب، متابعا "قد يكون هنالك أشخاص كثر من بلدان مختلفة يدعمون الإرهاب، غير أن المشكلة فى قطر تكمن فى أن الحكومة هى التى تمول الإرهاب".
وعن حقوق الإنسان في المملكة، قال سفير خادم الحرمين إن السعودية تخطو خطوات ملموسة إلى الأمام فى مجال حقوق الإنسان حالها حال جميع الدول، وأن العامين الأخيرين شهدا تحسنا واضحا فى أوضاع حقوق الإنسان وحقوق المرأة، موضحا أنه قد أتيحت فرصة كبيرة للشباب للعب دور هام فى مستقبل المملكة وكذلك المرأة.
وأضاف: "القيادة السعودية تدرك جيدا أهمية دور المرأة لمستقبل المملكة ولتحرك الاقتصاد إلى الأمام، وأنه لا يمكن تغافل ذلك حيث أنها نصف المجتمع، لذا سيكون لها دور كبير فى عجلة الاقتصاد والتنمية.
أما عن الملف السوري، فأوضح الأمير خالد أنه لن يكون هناك حل للقضية السورية دون إخراج الأسد من المشهد، مشيرا إلى أن المملكة تسعى بجدية بالتعاون مع الولايات المتحدة لحل الأزمة، خاصة بعد مقتل ما يزيد عن 500 ألف سورى.
وأكد الأمير خالد أن النجاح فى الموصل يعكس إصرار إدارة الولايات المتحدة وإصرار الجيش العراقى أيضا. وقال: "سنكون سعداء برؤية تنظيم داعش مهزوما فى العراق، ولكنهم أيضا يمثلون تهديدا لأمتنا وديننا. وبصفتنا مسلمين، فنحن فى السعودية نحتاج أن نقوم بكل ما يلزم للقضاء على هذا التنظيم للأبد". مبينا أهمية دمج السنة والشيعة فى العملية السياسية فى العراق لتجنب العنف والإرهاب. مشددا على أن الطائفية تقود دائما إلى الإرهاب.
وقال: "يجب أن يعامل السنة والشيعة على حدٍ سواء بصفتهم مواطنين عراقيين. وإيران ترغب بأن تخضع العراق لها، بينما نحن ندعم استقلال العراق.
وبالنسبة لحل القضية الفلسطينية قال: "لقد أعلنت السعودية أنها ترغب بحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية من خلال مبادرة السلام العربية، ولو أن إسرائيل اعترفت بفلسطين بناءً على حدود 1967 فإن العالم العربى بدوره سيوافق على ذلك".
وتناول اللقاء الحرب في اليمن، حيث أكد الأمير خالد أن المملكة دفعت جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لكن الحوثيين يرفضون الحوار، لافتا إلى أنهم هم الذين بدأوا بالزحف إلى العاصمة ليسيطروا على اليمن قبل أن تطلب الحكومة اليمنية من السعودية التدخل ووقف هجوم الحوثى، مشددا أنه يجب عليهم تسليم أسلحتهم وأن يصبحوا جزءًا من اليمن، وليس جزءًا من إيران.
وحول تهديد إيران بإغلاق الخليج العربى، قال إن إيران هددت عدة مرات بإغلاق الخليج العربى، مؤكدا أن العالم بأسره يشعر بالقلق إزاء ذلك، فمضيق هرمز مهم ليس فقط لاقتصاد المملكة فحسب، بل للاقتصاد الدولى؛ مبينا أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدركون مدى التهديد الإيرانى الكبير للأمن الدولى.
وفى رده حول هجمات 11 سبتمبر ومحاولة الزج باسم المملكة، قال: "لم يكن لدينا علاقة بأحداث 11 سبتمبر. ففى عام 1994 نزعنا الجنسية السعودية من بن لادن عندما كان فى السودان، وفى عام 1996 أصدر أسامة بن لادن إعلان حرب ضد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ونعتقد أن نفس الأشخاص الذين هاجموا الولايات المتحدة فى 11 سبتمبر هاجمونا فى المملكة عدة مرات، فنحن نراهم 19 عنصرًا من تنظيم القاعدة لأنهم يمثلون تنظيم القاعدة، كما أن هناك سببًا لاختيار تنظيم القاعدة15 سعوديا، فقد أرادوا خلق انقسام ومشاحنة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.