بسبب السن والصحة.. 3 رجال يواجهون مأزق قيادة السلطة الفلسطينية القادمة

يتسم المشهد السياسى الفلسطينى بالسعى الحثيث وراء الهدف لكن غالبا دون جدوى.. فبعد أكثر من عقدين من المفاوضات المتقطعة ما زال حلم الدولة بعيد المنال فضلا عن تقدم سن القيادات الفلسطينية واعتلال صحة بعضهم. وخلال الشهور القليلة الماضية دخل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى سيبلغ الثالثة والثمانين من العمر فى مارس القادم، المستشفى لإجراء فحوص طبية كما تلقى العلاج فى الخارج. أما صائب عريقات كبير المفاوضين فى عملية السلام فإنه يصغر عباس بعشرين عاما ويحب رياضة الجرى لكنه يعانى من التليف الرئوى ويحتاج إلى زرع رئة. ويقول مساعدون لعباس إنه ما زال قويا أما من يعملون مع عريقات فيصفونه بأنه يعمل بلا كلل حتى وهو يستخدم اسطوانة أكسجين لمساعدته فى التنفس. وفى رسالة بالبريد الإلكترونى رفض عريقات مناقشة حالته الصحية بالتفصيل ووصفها بأنها مسألة خاصة. وقال "أود أن يظل الأمر كذلك". وأثار تقدم سن اثنين من أبرز القيادات الفلسطينية على الساحة العالمية واحتياج أحدهما لجراحة لإنقاذ حياته تساؤلات فى كل من إسرائيل والأراضى الفلسطينية حول ما قد يحدث مستقبلا. من ذلك مثلا .. من سيتحمل المسؤولية فى حال غياب الرئيس الذى يتولى السلطة على مدى 12 عاما وكبير مفاوضيه عن المشهد السياسي؟ وما هى مخاطر اندلاع صراع داخلى مسلح فى ظل الخلافات الحادة بين حركة فتح التى يتزعمها عباس وحركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة؟ يرى معظم المحللين والمراقبين للشؤون الفلسطينية أن احتمال اندلاع صراع شامل بين حركتى فتح وحماس بعيد خاصة وأن إسرائيل، التى تبقى غزة تحت حصار محكم وتحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية، لها مصلحة فى منع اندلاع هذا الصراع. فى الوقت نفسه رغم هيمنة عباس على المشهد منذ وفاة ياسر عرفات فى 2004 إلا أن الفلسطينيين لديهم هياكل سياسية تسمح بإيجاد بديل بل إن عدة أسماء طرحت بالفعل فى هذا الصدد. وقال خليل الشقاقى مدير المركز الفلسطينى للبحوث السياسية والمسحية "فى الوقت الراهن لا يوجد أى مؤشر على أن الأمور تتجه صوب العنف" رغم أن الأرض مهيأة لذلك. وأضاف "العامل الأهم هو أن الانقسام بين فتح وحماس، رغم أنه مثير للإحباط، إلا أنه يبدد الثقة بينهما ويجعل من الصعب عليهما العمل معا لشن هجمات عنيفة". وأضافة إلى ذلك فإن قوات الأمن الفلسطينية تنسق مع القوات الإسرائيلية الأمن الضفة الغربية بشكل يومى رغم معارضة المدنيين. ولذلك تبدو احتمالات اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق، سواء داخلية أو موجهة نحو إسرائيل محدودة. وقد يكون الباعث الأكبر على القلق هو كيفية إدارة أى عملية انتقال للسلطة وما إذا كان ذلك سيتم بسلاسة. يقول جرانت روملى وهو باحث فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فى واشنطن وشارك فى كتابة سيرة عباس "الوضع مهيأ لفراغ فى السلطة". وأضاف "إذا احتشد (الفلسطينيون) خلف شخصية واحدة فأعتقد أن هناك فرصة لانتقال سلمى لكن هذه الفرصة تتضاءل شيئا فشيئا مع مضى الوقت". ويحكم عباس قبضته على السلطة منذ انتخابه لولاية مدتها أربع سنوات عام 2005. ولم تجر انتخابات الرئاسة منذ ذلك الحين. وغادر معارضون، مثل محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائى السابق فى غزة، إلى المنفى. بالنسبة لعباس تعتبر حماس بفكرها الإسلامى المتشدد عدوا مثلها مثل إسرائيل. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يرفض علنا ​​الاعتراف بعباس شريكا للسلام، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحب قبضته القوية وحقيقة أنه يفضل المقاومة السلمية على العنف. وللدائرة المقربة من عباس المرشحة لخلافته نفس المنظور. وقال ناثان ثرال وهو محلل كبير بمجموعة إدارة الأزمات الدولية "كل المرشحين الرئيسيين لخلافة عباس يشاركونه برنامجه السياسي.. احتمال أن يدعم أحد خلفائه... المقاومة المسلحة أو يدعو لها ضئيل للغاية". وفى الوقت الراهن هناك اسمان يترددان فى أغلب الأحيان لخلافة عباس وهما ماجد فرج (55 عاما) رئيس جهاز المخابرات الذى كثيرا ما ينضم إلى عريقات فى المفاوضات ومحمود العالول (67 عاما) النائب الأول لعباس فى فتح ومحافظ نابلس الأسبق. وفى الشوارع غالبا ما يتحدث الناس عن مروان البرغوثى (58 سنة)، الذى يقضى خمس عقوبات بالسجن مدى الحياة فى سجن إسرائيلى بتهم القتل، كزعيم فى المستقبل ويحتل مراكز متقدمة فى استطلاعات الرأي. ولكن من غير المرجح على الإطلاق أن يفرج عنه ويقول الفلسطينيون أنفسهم إنه إذا تم الإفراج عنه فمن المحتمل ألا يتمتع بذات الشعبية. وبدلا من ذلك فإن التوقعات هى أن يبرز المحيطون بعباس وحزبه ويحافظوا على مساره وهو ما تريده إسرائيل. وقال ثرال "وجهة النظر الرئيسية فى إسرائيل هى إعطاء الأولوية للاستقرار...أى تغيير للحرس فى الضفة الغربية يعتبر فى نظر إسرائيل تهديدا".



الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;