لم تمضى سوى ساعات قليلة على خطاب الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى، الذى دعا فيه إلى المساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث، حتى بدأت حملة للهجوم عليه، حيث أعلن المكتب التنفيدى لحزب تيار المحبة إطلاق عريضة شعبية على شبكة التواصل الاجتماعى ''فيس بوك'' تطالب مجلس نواب الشعب وتلزمه بسحب الثقة من الرئيس.
وتتضمن العريضة وفقًا لبيان الحزب الدعوة لعزل السبسى بتهمة مخالفته الصريحة للفصل الأول من الدستور، داعيًا التونسيين على جمع مليون توقيع على الأقل لهذه العريضة، واتهمه بـ"إثارة الفتنة وزرع الفوضى فى البلاد طمعا فى أصوات انتخابية لحزبه فى الانتخابات البلدية ولنجله فى الانتخابات الرئاسية المقبلة " وفق نص البيان.
ونشر رئيس تيار المحبة الهاشمى الحامدى تدوينة له على حسابه بـ"فيس بوك" يدعو فيها إلى سحب الثقة من رئيس الجمهورية بعد إعلانه عن تشكيل لجنة للنظر فى مسألة المساواة بين الجنسين بما فيها المساواة فى الإرث.
وفى الخطاب الذى ألقاه الرئيس بقصر قرطاج اليوم الأحد، بمناسبة العيد الوطنى للمرأة، قال انّ المساواة بين الرجل والمرأة التى أقرّها الدستور التونسى يجب أن تشمل جميع المجالات بما فيها المساواة فى الإرث، معتبرًا أن الدستور التونسى يفرض ذلك، نافيًا أن تكون دعوته تلك دعوة لمخالفة الدين.
وشدّد على ضرورة مراعاة دستور الدولة المدنى والدين الإسلامى للتونسيين وعدم القيام بإصلاحات تصدم مشاعر الشعب التونسى، حسب تصريحه.
واعتبر السبسى أنّ الإرث ليست مسألة دينية وانما تتعلق بالبشر وأنّ الله ورسوله تركا المسألة للبشر للتصرف فيها، وأعلن عن تكوين لجنة لدراسة مسألة الحقوق الفردية، والنظر فى المساواة بين الرجل والمرأة فى جميع المجالات، مبديا ثقته فى ذكاء التونسيين، على حد تعبيره.