اعتبرت القناة الإسرائيلية الثانية أن إسرائيل باتت مرغمة للتعاون مع التحركات الرامية إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة بعد المصالحة بين حركتى فتح وحماس.
وقال إيهود إيعارى محرر الشؤون العربية فى القناة، إن إسرائيل سمحت لوفود السلطة الفلسطينية ومنهم قيادات أمنية بالتوجه إلى قطاع غزة بحرية كاملة دون أن تعيق ذلك، حتى أنها سمحت لبعض قيادات فتح من التنقل ما بين غزة والضفة عبر معبر إيرز (الخاضع للسيطرة الإسرائيلية شمال قطاع غزة) خلال الأعياد اليهودية.
وأضاف "(رئيس الوزراء بنيامين ) نتنياهو وحتى (وزير الدفاع افيجدور) ليبرمان فى حالة صمت تام، وحتى منسق الأنشطة الحكومية فى الأراضى الفلسطينية يؤاف مردخاى يحيط نفسه بالصمت، وهذا يعنى أن إسرائيل اختارت أن تحمل مبادرة المصالحة بين حماس وفتح لكسب مواقف دولية".
وتابع "خلال أسبوع من المتوقع تدريجيا أن يعود قطاع غزة إلى حضن السلطة التى ستتحكم بالمعابر وشؤون الحكومة لينتهى الانقسام بعد عشر سنوات بين الضفة وغزة".
وأشار إلى تصريحات القيادى فى حماس يحيى السنوار بأنه لن يتأثر الجناح العسكرى للحركة بالمصالحة. مشيرا إلى أن حماس قد تبحث لنفسها عن حالة مماثلة لحالة حزب الله فى لبنان.
واعتبر أن المصالحة وربما وضع حماس فى حالة مثل حالة حزب الله يتم بترتيب وحماية دولية ودعم حتى من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن إسرائيل تبقى فى موقف محرج وليس لها أى تأثير أو دور لاعب بما يجري، وأنها تجلس بصفة مراقب فى المدرجات رغم أنها سابقا كانت تطرح شروطا بضرورة نزع سلاح حماس.
بدوره، اعتبر المراسل العسكرى لصحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل -فى مقال نشرته الصحيفة اليوم، بشأن المصالحة الفلسطينية والصمت الإسرائيلى إزاء ما يجرى من تطورات بشأنها- أن كلا من نتنياهو ووزير جيشه ليبرمان، يفضلان بقاء الانقسام الفلسطينى بين حماس وفتح حتى لا يستطيع الرئيس محمود عباس المطالبة بإعادة توحيد الفلسطينيين وبالتالى إمكانية استئناف العملية السياسية.
وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل تتحفظ على ما يجرى ولكنها بسبب الدعم الدولى للمصالحة لا تُعبر علنا عن موقفها، ولذلك تلتزم الصمت.
وقال "يبدو من وجهة نظرهما (أى نتنياهو وليبرمان) أن المفاوضات الفلسطينية الداخلية الطويلة، أفضل من الاتفاق الذى قد يتطلب من إسرائيل اتخاذ خطوات خاصة بها".لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية وجهات سياسية إسرائيلية ترى فى أن اتفاق المصالحة قد يمنح إسرائيل ميزة على عكس ما يفكر به كل من نتنياهو وليبرمان.
ورأى أن هذه الميزة تتمثل فى فرض بعض ضبط النفس على سلوك حماس الأمنى ضد إسرائيل على المدى الطويل نسبيا، وأن ذلك من الممكن أن يتحقق بشكل كبير بوجود السلطة الفلسطينية فى غزة.
وقال هرئيل إن الخلاف الفلسطينى قد يكمن فى قضية سلاح الجناح العسكرى لحماس، إذ أن السلطة حسب اعتقاده، ستخشى فى يوم من الأيام استخدام ذلك السلاح ضدها مجددا،معتبرا أن حماس اندفعت نحو المصالحة بعد أن وجدت أن الحرب الأخيرة (حرب 2014) لم تحقق لها مرادها وأنه من الصعب التوجه لحرب جديدة فى ظل الوضع الإقليمى الجديد.