قال الخبير السياسى السعودى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية اللواء المتقاعد أنور عشقى، إنه تم خلال زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو الاتفاق مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة ووضع حد للحرب الدائرة فى سوريا والمحافظة على وحدة أراضيها وإعطاء دور للمعارضة المعتدلة فى المستقبل.
وأفاد عشقى المقرب من دوائر صنع القرار فى المملكة العربية السعودية فى حوار خاص مع وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية بأن كل هذه الأمور لابد وأن تكون متطابقة مع قرارات جنيف 1 وأن تساير قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2254.
وفى رده على سؤال بخصوص النظرة السعودية لدور الرئيس السورى بشار الأسد فى الحل النهائى للنزاع فى بلاده، رأى عشقى أن الرهان دائماً على الشعب السورى وليس على أى شخص من الأشخاص، موضحا أن الحل السلمى يجب أن يكون متضمنا وجود دستور متوافق عليه للبلاد.
وتوقع اللواء السعودى أن يسقط الرئيس السورى بشار الأسد إذا ما تم التوافق على دستور لسوريا، لأن الدستور الديمقراطى لن يتقبل أى ديكتاتور بعد الآن، على حد تعبيره.
وبخصوص الملف الإيرانى، نوه عشقى بكلمة الملك السعودى يوم الجمعة، الماضى حول ضرورة توقف إيران عن زعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط ومحاولة التدخل فى شؤون الدول الأخرى وأن تكون دولة جارة تحافظ على التقاليد والأعراف الدولية، لافتا إلى أنه لم يصدر شىء من روسيا بخصوص هذا الموضوع غير أنه أعرب عن يقينه بأن روسيا ستقوم بنصح إيران بالكف عن هذه الأعمال، لأن موسكو اتفقت مع الرياض على إعادة الاستقرار للشرق الأوسط".
ورأى أن روسيا تعانى من العقوبات الأمريكية والغربية ووجدت فى السعودية متنفساً لها - على حد قوله - ، وأن "الرئيس الروسى يريد أن يعيد المجد لروسيا وقوتها فى العالم ، ولا يريد أن يقع فى أخطاء الاتحاد السوفيتى السابق حينما كان يراهن على دول ضعيفة تثقل اقتصاده".
وقال عشقى : "إن بوتين يريد التحالف مع دول قوية اقتصادياً، والأمر الآخر فى أن السعودية وروسيا هما عملاقا النفط فى العالم واتفاقهما يساعد على المحافظة على استقرار الأسعار والحفاظ على سوق النفط والعلاقة بين المنتجين والمستهلكين".
وكان العاهل السعودى غادر موسكو فى وقت سابق اليوم مختتماً زيارة استمرت عدة أيام، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديميترى مدفيديف وعدداً من رؤساء الجمهوريات الإسلامية والشخصيات الدينية.
وجرى توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم بين البلدين خلال الزيارة شملت قطاعات الطاقة، الفضاء، التجارة، الثقافة، التعاون التكنولوجى فى المجال العسكرى وغيرها.
يذكر أن زيارة الملك سلمان تعد الأولى لعاهل سعودى إلى روسيا منذ الاتفاق على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والاتحاد السوفيتى السابق فى العام 1962.