توصل تقرير حديثة نشرته مدونة "صدى" التابعة لمركز كارنيجى لدراسات السلام بالشرق الأوسط، إلى أن السبب الجوهرى لاستقالة رئيس الوزراء سعد الحريرى هو رفضه التدخل الإيرانى فى الشئون اللبنانية.
وقال التقرير الذى أعده الباحثان ثيودور كاراسيك وجيورجيو كافييرو إن استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى فى الرابع من نوفمبر تشى باشتداد المخاوف المبرَّرة من أن الأزمة قد تتصاعد وتتحول إلى حرب جديدة فى الشرق الأوسط.
ونوه التقرير الذى جاء تحت عنوان "لبنان فى مهب الصدام السعودى – الإيرانى" أن استقالة الحريرى تؤشّر إلى جهود متزايدة تبذلها الرياض من أجل التصدّى لحزب الله وتأليب عدد أكبر من اللبنانيين ضد التنظيم المدعوم من إيران الذى دخل فى ائتلاف صعب مع الحريرى ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون فى أكتوبر 2016 لإنهاء مأزق استمر عامَين وتسبّب بالشغور فى موقع الرئاسة الأولى.
وأوضح التقرير أنه فيما تُرسّخ إيران مكاسبها فى العراق وسورية – والتى تعزّزت مؤخراً من خلال النصر المشترك الذى حققه الجيش العربى السورى وحزب الله على تنظيم الدولة الإسلامية فى دير الزور – وفيما تجد السعودية نفسها عالقة فى مستنقع باهظ الكلفة فى اليمن، اختارت الرياض سلوك مسار المواجهة مع طهران عبر استهداف حزب الله فى لبنان.
وتابع "الرياض تسعى إلى استخدام تأثيرها على الحريرى من أجل إنهاء أى توازن فى تقاسم السلطة فى لبنان يُضفى شرعية على حزب الله، فالخطوة المثيرة للجدل التى أقدمت عليها بيروت عبر تعيين سفير لها فى دمشق فى الثانى من نوفمبر الجارى، والمساعى اللبنانية لترحيل مئات اللاجئين السوريين فى لبنان إلى بلادهم، وتصريح عون فى أكتوبر بأن "إيران موجودة ولها تأثيرها فى الشرق الأوسط، ويجب أخذها فى الاعتبار"، ساهمت كلها فى تعزيز النظرة السعودية بأن لبنان يصطف أكثر من اللازم إلى جانب طهران".