أكدت الصحف الإماراتية فى افتتاحياتها، اليوم الاثنين، على ضرورة التكاتف الدولى لمواجهة الإرهاب وضرباته الغادرة، وتجفيف منابعه الفكرية، فكتبت صحيفة (الوطن)، تحت عنوان (التاريخ الأسود)، "لم يكن يدرى المصلون الآمنون فى قرية الروضة بالعريش فى شمال سيناء أن جمعتهم لن تكون كغيرها ولم يتوقعوا أن يتم استهدافهم من قبل وحوش آدمية لا تمت للبشر بصلة وهم ركع وسجود لله، حيث باغتهم القتلة بهجوم قميء أدى إلى وقوع ضحايا".
وأضافت الصحيفة، "هكذا هو الإرهاب، ظلام واستباحة لدماء الآمنين العزل وهجمات جبانة، هم يرفضون الاحتكام للعقل ولا يؤمنون إلا بالقتل والتدمير والمجازر فكل من لا يكون معهم هو مستهدف وعدو يجب قتله هذا تاريخهم الأسود ونهجهم البالى الذى يعيشون عليه".
واختتمت (الوطن) افتتاحيتها بالتأكيد على "أن جماعات الإسلام السياسى لا تعترف لا بقوانين ولا بأوطان ولا حتى بشعوب بل تريد أن يكون الجميع مدجنا ضمن نواياها ومشاريعها الخبيثة، لكنها ستهزم وتنتهى كونها ضد العقل والمنطق والتعايش والانفتاح وضد الحياة طالما تنتهج الموت سبيلا لتحقيق مآربها".
وتحت عنوان (وقفة عالمية ضد الإرهاب)، ذكرت صحيفة (الاتحاد)، أنه كلما ضرب الإرهاب ضرباته الغادرة ازداد العالم تصميما على دحره واجتثاثه، فالإرهاب صار وباء عالميا وسرطانا كلما استأصلناه من منطقة ظهر فى منطقة أخرى، ولكنه لن يكون قاتلا إذا توافرت الإرادة الدولية الجامعة لتدميره، وكان هذا عنوان اجتماع وزراء دفاع دول التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب الذى احتضنته المملكة العربية السعودية أمس.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الدول الإسلامية هى الأكثر تضررا من هذا الوباء الخبيث الذى أساء للإسلام دين السماحة والمحبة والوئام، وعندما رفع هؤلاء القتلة لافتات إسلامية وشعارات دينية يمارسون تحتها القتل والدمار والترويع كان المسلمون وكان الدين السمح أول المتضررين فقد لوث الإرهاب ثوب الدين الناصع الطاهر بالدم والأشلاء.
أما افتتاحية صحيفة (الخليج) فجاءت بعنوان (الحرب الفعلية على الإرهاب)، إذ أكدت أن اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامى العسكرى الذى عقد أمس فى مدينة الرياض بما تمخض عنه من قرارات يمثل نقطة تحول فى المعركة ضد الإرهاب لأنه رسم للمرة الأولى الخطط العملية لمواجهة هذه الآفة ووضع استراتيجية عملية تشمل النواحى العسكرية والفكرية والإعلامية لهذه المعركة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ممثلى أكثر من 40 دولة أدركوا أن المواجهة مع الإرهاب يجب أن تكون شاملة وبمختلف الأسلحة وعلى اتساع العالم الإسلامى والعالم لأن الإرهاب أصبح يمثل تحديا وتهديدا مستمرا ومتناميا للسلم والاستقرار الإقليمى والدولى حيث تخطى حدود الدول وتجاوز جميع القيم وأضحى أشد فتكا لاسيما فى عالمنا الإسلامى.
وذكرت أنه عندما يقدم وزراء دفاع دول التحالف الإسلامى التوصيف الفعلى للإرهاب ومنابعه الفكرية ودوره التدميرى وفضح حقيقته ومزاعمه وأساليب زيفه فى توظيف النصوص الدينية، فإن ذلك يشكل البداية الصحيحة للمعركة ضد هذا الوباء وعندما تكون البداية صحيحة لا بد أن تنتهى المعركة بالانتصار عليه، وأنه بهذا المعنى فإن المعركة ضد الإرهاب باتت مفتوحة فى كل الميادين من خلال المعركة الفكرية لإبراز المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامى المنسجم مع الفطرة الإنسانية السوية.
وأكدت (الخليج) فى ختام افتتاحيتها، أن الاجتماع خطوة فى الاتجاه الصحيح لا بد أن تنجح لأنها تعبر عن حاجة ملحة وضرورية فى الحرب على الإرهاب لأنها مهمة عربية بالدرجة الأولى باعتبار أن هذا الإرهاب تعمد تشويه صورتنا أمام العالم.