قال سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح إن القيادة الفلسطينية تعمل مع مصر من أجل نجاح المصالحة الفلسطينية ، مشيرا الى وجود تشاور سياسى عميق مع القاهرة، مضيفا:"إن مصر ليست راعى للمصالحة فقط بل ضامن لنجاحها أيضا ".
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها السفير فى ندوة "اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، التى نظمتها الجمعية المصرية للأمم المتحدة اليوم السبت.
وقال سفير فلسطين بالقاهرة إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 والذى صدر عام 1947 بتقسيم فلسطين مهد الطريق للاحتلال الفلسطينى ، معتبرًا أن قرار الأمم المتحدة للاحتفال بالتضامن مع فلسطين بمثابة اعتراف دولى بحق الشعب الفلسطينى ، وهو اعتراف له دلالته القانونية.
وأضاف أن بلاده تلقت العديد من التهديدات من الولايات المتحدة ، وذلك عقب اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كعضو مراقب بالمنظمة ، وكذلك سعى فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من شأنه أن يشكل تهديدًا كبيرا للأوضاع فى الشرق الأوسط ، منددًا باحتفال بريطانيا بوعد بلفور المشئوم بدلًا من الاعتذار.
وتابع " إن الشعب الفلسطينى صاحب حق تاريخى وسياسى وقانونى وإنسانى فى فلسطين ، وهذا الحق لن يسقط بالحروب ، فنحن ننشد السلام ولا نريد سفك الدماء ، ولكن وفقًا لتسوية سياسية تتبنى حل الدولتين".
وقال السفير إن عدد الفلسطينيين بلغ حوالى 13 مليون نسمة نصفهم مشتتون فى دول العالم نتيجة للاحتلال ، واستعرض معاناة الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال ، ففى القدس تهدمت كثير من البيوت بجوار المسجد الأقصى نتيجة الحفريات الإسرائيلية ، فى حين تمنع سلطات الاحتلال تجديد تلك المباني.
وأضاف أن الاحتلال يمنع دخول الاحتياجات الأساسية الى غزة بحجة استخدامها فى تصنيع السلاح ، موضحًا أنه لا يسمح بدخول أكثر من 70 سلعة غذائية وكذلك أنابيب الأكسجين وأدوية للمستشفيات ، وأضاف أن الوضع فى الضفة الغربية أسوأ نتيجة الحواجز الأمنية والبوابات التى تحتاج إلى تصاريح ، وابتداع سلطات الاحتلال ما أطلقت عليه "الطرق المعقمة" لا يمر عليها إلا اليهود.
من جانبه ، قال اللواء محمد إبراهيم عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إن المفاوضات الفلسطينية - الفلسطينية صعبة ومعقدة ، وهناك فريق مصرى يقوم بمجهود كبير للتوفيق بين الطرفين من أجل اتمام المصالحة الفلسطينية.
ولفت إبراهيم الى أن المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية - التى أُطلقت عام 2002 - جيدة جدًا ولكن ينقصها آليات التنفيذ ، مشيرًا إلى أن إسرائيل بدأت منذ عامين قلب تلك المبادرة حيث تريد التطبيع قبل السلام ، وطالب بوضع إسرائيل تحت ضغط تفاوضى لمنع مزيد من التوسع.
بدوره ، أكد السفير بهاء الدسوقى مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية أن مصر تتحرك فى العديد من المحافل الدولية ، بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية ، للتأكيد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى ، لافتًا الى أن حل الدولتين هو أساس هذا التحرك المصرى نظرًا لأنه متفق عليه دوليًا.
وأشار إلى أن المصالحة الفلسطينية هى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى بعدما استشعر الحاجة لتحرك دولى لدعم القضية الفلسطينية ، وهناك اهتمام كبير لنجاح تلك المبادرة ، منوها بأن مصر هى الدولة الوحيدة القادرة على التعامل مع هذا الملف.
وعلى سياق آخر ، جددت راضية عاشورى مدير مركز إعلام الأمم المتحدة بالقاهرة تضامن الأمم المتحدة مع مصر وأسر ضحايا الإرهاب ، ومساندة الجهود الرامية للقضاء على آفة الإرهاب، مشيرة إلى أن العام المقبل سيشهد أول اجتماع لرؤساء أجهزة مخابرات الدول الأعضاء لبحث سبل القضاء على الإرهاب.
وشددت عاشورى على ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس القرارات والاتفاقيات السابقة ، مؤكدة استمرار دعم الأمم المتحدة لجهود إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.