أدانت صحيفة الخليج الإماراتية استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" فى مجلس الأمن الدولى لتعطيل مشروع قرار كانت قدمته مصر ردا على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الأربعاء، تحت عنوان " "الفيتو" الـ 43" إن مندوبة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية نيكى هايلى كانت مساء أمس الأول، كالمنبوذة بين أربع عشرة دولة، وحدها رفعت يدها إعلاناً برفض مشروع قرار مصرى حول مدينة القدس، وأكدت بذلك مجدداً، وللمرة الـ43، دعم الولايات المتحدة للعدوان «الإسرائيلى» المتواصل على الشعب الفلسطيني، وانتهاك القانون الدولى، وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالمدينة المقدسة التى تعتبر محتلة، ولا يجوز تغيير معالمها، أو تبديل ديموغرافيتها التى تؤكد أنها مدينة عربية إسلامية، والاعتراف بيهوديتها يعنى الخروج عن الإجماع والقانون الدوليين، وعن روح ميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة دأبت فى السنوات الأخيرة على توزيع تهمة "الدولة المارقة" على كل دولة تعارض سياساتها، معطية لنفسها، باعتبارها قوة عظمى، أن تصنف دول العالم وفقاً لمصالحها وسياساتها، والحقيقة أن توصيف "الدولة المارقة" ينطبق عليها وحدها، دون غيرها.
وأشارت إلى أن الدبلوماسى الأمريكى السابق وليم بلوم يعتبر أن بلاده هى البلد الوحيد المارق فى العالم، ويقول فى كتابه "الدولة المارقة.. دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة فى العالم" إن سجل الولايات المتحدة السياسى والاستخباراتى هو سجل تدخلات، ومؤامرات، واغتيالات، وحروب، وأن هناك تناقضاً بين ما تعلنه وبين ما تمارسه سراً.
وأكدت أن "الفيتو" الأمريكى الجديد يعنى منح ترخيص لـ"إسرائيل" فى المضى قدماً فى عربدتها، واعتداءاتها، وخرقها لقرارات الشرعية الدولية، وتحدّيها للمجتمع الدولى. "دولة مارقة" تدعم "دولة مارقة" أخرى، هذا هو التفسير الحقيقى للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط.