رصد الكاتب البريطانى جدعون راخمن، ابتداء العام الجديد 2018 بتباين شديد الوضوح فى المؤشرات الاقتصادية والجيوسياسية عالميا.
ورجح راخمن -فى مقاله بصحيفة فاينانشال تايمز- أن يكون العام الجديد مخالفا للمتوقَع دائما من حيث أن الشرق الأوسط عادة ما يكون مسرحا للأحداث السيئة بينما تختص آسيا بالتفاؤل؛ وتنبّأ راخمن أن يحدث العكس هذا العام.
ورأى الكاتب أن أكبر الأخطار الجيوسياسية المحدقة بالعالم هذا العام هو نشوب حرب على شبه الجزيرة الكورية، حال تنفيذ الولايات المتحدة للتهديد الذى شنّه الرئيس دونالد ترامب ضد كوريا الشمالية لنزع سلاحها متوعدا بـ "نار وصخب"؛ وستكون هذه هى المرة الأولى التى يذهب فيها الأمريكيون لحرب ضد دولة أخرى مسلحة نوويا فى واقعة تنذر بمخاطر لا يمكن الإحاطة بحجمها.
وعلى النقيض، توقع صاحب المقال أن يشهد الشرق الأوسط أحداثا كبرى كثيرة إيجابية؛ مشيرا إلى بشائر ذلك من هزيمة تنظيم داعش الإرهابى وما تشهده إيران حاليا من احتجاجات تطالب بالتغيير.
ومهما يكن من أمر، بحسب راخمن، فإن ثمة حقيقة تاريخية بشأن التوقعات الجيوسياسية تؤكد أن الأحداث التى تغيّر وجه العالم -بدءًا من سقوط حائط برلين إلى هجمات الحادى عشر من سبتمبر- هذه الأحداث لم يكن يتوقعها الخبراء المعنيون بالتوقعات؛ وأفضل مثال على تلك الحقيقة ما تشهده شوارع إيران حاليا من تظاهرات غير متوقعة.
وأكد الكاتب أن العام الجديد قد يشهد مفاجآت جيدة أو سيئة بنفس المقدار؛ قائلا: "أتوقع ألا تتحقق أكبر المخاطر التى تُقلق المراقبين فى الوقت الراهن؛ إذْ لن تنشب حربٌ على شبه الجزيرة الكورية، لا، ولن تنشب حرب فى بحر الصين الجنوبي، ولا فى شرق أوروبا؛ ولن ينهار الاتحاد الأوروبي، وسيشهد الشرق الأوسط تغيرات إيجابية كبرى؛ وستفوز إنجلترا بكأس العالم".