شنت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم الجمعة، هجومًا حادًا على النظام فى إيران، على خلفية الاحتجاجات التى تشهدها عدد من المدن الإيرانية.
وقالت صحيفة "الاتحاد" فى افتتاحيتها - تحت عنوان "نظام الملالى يكتب نهايته" - "إن مظاهرات وانتفاضة إيران هذه المرة ليست من جانب أنصار جناح ضد جناح آخر فى نظام الملالي، وإنما هى مظاهرات وانتفاضة شعب بأكمله ضد نظام بأكمله وبكل أجنحته، فقد سئم الشعب الإيرانى أسماء بلا أفعال، مثل جناح الإصلاحيين، وجناح المحافظين، وأيقن أن النظام كله فاسد وديكتاتور، لا فرق بين إصلاحى ومحافظ، وإنما هى لافتات لا تعنى شيئا".
وأضافت أن "نظام الملالى بدا بفعل هذه الانتفاضة الشعبية العارمة يفقد أعصابه ورشده، وأعمل القتل فى شعبه، ولم يبن فقط أسوار الفساد والقمع والديكتاتورية بينه وبين شعبه، بل هو يبنى الآن جسور الدم، وهنا بداية نهايته لأن المزيد من الدم والقتل يعنى أن انتفاضة الشعب الإيرانى ستتصاعد موجات تلو موجات حتى تبلغ مأربها وغايتها، وهى إسقاط نظام أفسد فى الأرض ومارس الحرابة والإرهاب فى المنطقة وفى العالم كله".
وخلصت إلى أن "القضاء على آفة الإرهاب فى العالم كله، لن يتحقق إلا بزوال هذا النظام الإيرانى، وزوال هذا النظام لن يحققه أحد إلا الشعب الإيرانى نفسه الذى انتفض ضد الفساد والإرهاب".
وتحت عنوان "عناد نظام إيران يتواصل"، قالت صحيفة البيان، إن النظام الإيرانى، يبدو كعادته ما زال يؤمن بأن الشعب الإيرانى لا يخضع إلا للقوة والقمع، ولم يحدث، منذ أن وصل هذا النظام الفاشى للحكم منذ قرابة أربعين عاماً، أن فتح حواراً مع الشعب أو استمع لمطالبه، ولا توجد أية قنوات للتواصل بين الشعب والنظام فى إيران، ومفاهيم الحرية والديمقراطية نسيها الشعب الإيرانى الذى باتت تشغله لقمة العيش وفرص العمل المفقودة، وكيفية التعامل مع الفساد المتفشّى فى كل مكان، والهروب من أعين أجهزة الأمن القمعية الشرسة.
وأضافت أن "الاحتجاجات تتواصل وتتمدّد وتزداد فى المدن الإيرانية، والقمع الأمنى يزداد شراسة ويطلق الرصاص الحي، وهناك عشرات القتلى ومئات الجرحى، والعالم كله يراقب بقلق شديد ويناشد السلطات الإيرانية التهدئة وفتح الحوار مع المحتجين، ولكن النظام لا يفهم هذا ولا يستوعبه أبداً".
وأشارت إلى أن حجة النظام الإيرانى بوجود أياد خارجية وراء الاحتجاجات لم تعد تستقيم مع تطورات الأحداث ومع انتشار الاحتجاجات والتظاهرات بسرعة غريبة فى نحو خمسين مدينة إيرانية أو أكثر، ولا يمكن لأى جهة خارجية أو داخلية أن تفجر الشارع الإيرانى الصامت منذ عام 2009 بهذه القوة والسرعة.
وأضافت أنه غليان البركان الشعبى الذى لم يعد يطيق الفساد المتفشّى فى كل أجهزة الدولة، والجوع والبطالة والفقر، والسياسة الخارجية الفاشلة، والإنفاق الباهظ على الحروب والانقلابات والميليشيات الإرهابية فى الدول الأخرى وتصدير الثورات.